هل يعود نادر الحريري الى بيروت.. وماذا عن دوره السياسي؟… عمر ابراهيم

يُجمع المراقبون على ان غياب مدير مكتب الرئيس سعد الحريري الشيخ نادر الحريري بعد إقالته من منصبه قبل نحو عام، قد ترك فراغا كبيرا في الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس الحريري وفقد خط دفاعه الاول الذي نجح في محطات عدة في امتصاص وصد هجمات كانت تستهدف تيار المستقبل والرئيس الحريري شخصيا.

وبغض النظر عن الاسباب التي دفعت الرئيس الحريري الى الاستغناء عن خدمات ابن عمته، وبعيدا عما يشاع عن خلفيات هذا القرار وان كانت تنظيمية أو مرتبطة بحسابات محلية واقليمية، فان غياب نادر تتضح تداعياته في هذا الوقت االذي يعاني فيه ″المستقبل″ حصارا سياسيا تكثر التأويلات حول الغاية سواء للضغط على الرئيس الحريري لتقديم تنازلات إضافية او للاطاحة بحكومته او تقويض عملها وتدجينها بما يتنساب مع اجندات تيارات سياسية باتت اليوم برأي الكثيرين تتحكم بمسار الحكومة وسياستها.

يُعرف عن نادر الحريري الى جانب مهامه السياسية، انه كان بمثابة ضابط إرتباط بين الرئيس الحريري ونوابه ومسؤوليه وقياداته ومن بينهم شقيقه الامين العام احمد الحريري، فضلا عن توليه التنسيق مع التيارات السياسية على الساحة اللبنانية، وقد جاءت التسوية الرئاسية لتبرز دوره وبعدها امور عدة لعب فيها دورا كبيرا في الاستماته في الدفاع عن ابن خاله، الى درجة ساهمت بحسب المراقبين في الحد من خسائر كبيرة كانت لتصيب الرئيس الحريري ومعه تيار المستقبل.

صحيح ان “المستقبل” تدارك اقالته باجراءات تنظيمية، لكنه لم يستطع ملء الفراغ الذي احدثه غيابه، وهو ما يشعر به مقربون من الرئيس الحريري الذين يعتبر بعضهم انهم خسروا مستشارا يعرف كيف يدوّر الزوايا وينظم عملية الهجوم والدفاع في آن معا، وربما ايضا استراح خصوم الرئيس الحريري من شخص كان يشكل لهم ارباكا، وهو ما يفسر الاسراع في تداول خبر عودته من فرنسا الى لبنان وإمكانية إحياء دوره، بطريقة لا تنم عن إرتياح بل ربما يكون القصد منها اعاقة اية جهود لتلك العودة، التي يتمناها الكثيرون من المقربين من الحريري ويسعون اليها ولو من باب التمني.

يرى المراقبون ان قرار عودة نادر مرتبط بشكل مباشر بالرئيس الحريري، ولكن لا يمكن فصله عن مجريات التطورات السياسية في البلد، والتي تشهد حراكا على صعيد دعم الرئيس الحريري وموقع رئاسة الحكومة، وهي تعطي مؤشرات حول سعي المستقبل الى تنظيم صفوفه تمهيدا للمواجهة واعادة التوازن الذي اختل لمصلحة خصومه، خصوصا بعد المؤتمر الذي عقده الرئيس الحريري أمس ورد فيه على كل ما يتعرض له.


مواضيع ذات صلة:

  1. عماد مطر رئيسا لبلدية المنية الا اذا… عمر ابراهيم

  2. طرابلس تركض رفضا لتشويه صورتها.. فهل تلاقيها الدولة؟.. عمر ابراهيم

  3. ما علاقة الارهابي عبد الرحمن مبسوط بالموقوفين؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal