خوف وهلع في طرابلس.. والسبب ″نمنوم″… روعة الرفاعي

أسبوع محفوف بالخوف والهلع عاشه أهالي مدينة طرابلس، حيث بدأ عشية عيد الفطر السعيد حيث نفذ الارهابي عبدالرحمن مبسوط عمليته الاجرامية والتي أودت بحياة أربعة شهداء وما رافق هذه العملية من خوف وحزن في صفوف المواطنين الذين أدوا فريضة الصيام بكل أمن وسلام بانتظار حلول عيد الفطر للتعبير عن فرحتهم فأتت مغمسة بالدم والأسف الشديد على الارهاب الذي عاد ليهز الأمن في مدينة تسعى لنسيان جولاتها القتالية وتجاهد في سبيل استعادة صورتها الحقيقية.

وما كاد المواطنون يتنفسون الصعداء حتى اجتاحت مدينة طرابلس ليل السبت ـ الأحد أعدادا كبيرة من حشرات “النمنوم” والتي دخلت المنازل والسيارات والمقاهي فأرعبت الناس وأعادتهم الى منازلهم التي التزموها مع اقفال تام للنوافذ، فخلت المدينة من المارة ليلاً، لتصدح فيما بعد المناشدات والتي أطلقها الأهالي عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي تطالب بلدية طرابلس بالتحرك الفوري للقضاء على هذه الظاهرة، وبالفعل استجاب اتحاد بلديات الفيحاء وبدأ بعمليات رش المبيدات ليس داخل شوارع طرابلس وحسب وانما في مناطق وأقضية مجاورة، وقد استمر عمال ورشة الطوارئ في البلدية واتحاد البلديات بعملية الرش حتى ساعات متأخرة من ليل السبت واستتبعوها بعمليات مماثلة مع ساعات الصباح الأولى من فجر الأحد.

ويمكن القول إنه وخلال فترة ما بعد الظهر ( الأحد) بدأت ظاهرة انتشار “النمنوم” تخف في سماء مدينة طرابلس بشكل تدريجي لتعود الحياة الى طبيعتها بعدما التزم المواطنون المنازل هرباً منها.

الدكتور بخاش

رئيس لجنة العمل الاداري في بلدية طرابلس الدكتور باسم بخاش شرح لـ”سفير الشمال” كيفية التعاطي مع هذه الظاهرة فقال:”قامت ورش البلدية وورش اتحاد بلديات الفيحاء برش كمية كبيرة من المبيدات مساء أمس، كما تم متابعة العمل منذ ساعات الصباح الأولى ليس فقط في طرابلس وانما المناطق المجاورة أيضاً، والبلدية تقوم بواجبها مع العلم أن هذه الحشرات والتي أطلق عليها اسم “النمنوم” ليست كذلك، انما هي حشرات صغيرة جداً ليست مؤذية ولا تلحق الضرر بالناس ولا تشكل أي خطر على حياتهم، لكنها وللأسف الشديد أثارت حالة من الهلع عند المواطنين والكل خاف وعلت الصرخة بسبب الكميات الكبيرة مما اضطرنا لمكافحتها”.

وتابع:”بسبب أحوال المناخ انتشرت هذه الحشرات والتي لا نعلم ان كانت ستعود، مع العلم بأن النصيحة وجهت لنا كبلدية لعدم مكافحتها، لكن خوف الناس اضطرنا لاتخاذ التدابير، وسنبقى على أتم الجهوزية في حال عودتها “.

الدكتور الطرابلسي

أستاذ علوم الحشرات في كلية الزراعة والخبير في الحشرات الطبية والنباتية الدكتور عبدالله الطرابلسي قال: “ما تعرضنا له في الشمال وبعض المناطق في البقاع هو نتيجة ظروف جوية قاسية نتج عنها ظهور الفراشات بالملايين، كما وظهور الخنافس السوداء والتي تمت مكافحتها بالرغم من أهميتها وافادتها للمجتمع، واليوم ظهر “النمنوم” لكن في الحقيقة ما شاهدناه لا علاقة له “بالنمنوم” والذي يأتي على الشجر، هذه الحشرات ربما أتت من عكار بنتيجة البرد والأمطار في المرتفعات، وهي لا تلحق الضرر والأمراض بالناس، هي فقط حشرات بحجم 1 ملم، وبرأيي من الخطأ رش المبيدات بهذه الكمية الكبيرة والتي من شأنها أن تلحق الضرر بحياة المواطنين كونها تنقل موادا مسرطنة”.

وأضاف: “خلال يومين ستنتهي الأزمة كونها حشرات ضعيفة والعدو الطبيعي لها من الحشرات ربما إنتهى أو تمت مكافحته بطريقة ما، هي لا تلحق الضرر ولا علاقة لها بالانسان نهائياً كما البرغش والصراصير والبق والبراغيت، هي حشرة طبيعية وجدت بنتيجة ظروف جوية خاصة أدت الى تكاثرها”.

Post Author: SafirAlChamal