هكذا بدت طرابلس صبيحة يوم الاحد، وبعد اسبوع على الليلة المشؤومة التي اهتزت خلالها المدينة بفعل عمل ارهابي اودى بحياة اربعة عناصر من الامن الداخلي والجيش اللبناني، وخطف بهجة العيد من فيحاء لا تزال تحارب لانتزاع حقوقها من دولة لا تعرفها الا في الملمات ومن سياسيين حولوها الى صندوق بريد لتصفية حساباتهم وما زالوا رغم فداحة الحادث الامني الذي استغله بعضهم للنيل من المدينة وتشويه صورتها الحقيقية، بدلا من صرف مستحقاتها في الانماء.
متسابقون ركضوا في شوارع المدينة حبا بالحياة وتمسكا بالدولة والعيش المشترك، وكلهم امل بأن تلاقيهم دولتهم في منتصف الطريق بعد أن ركضت منذ عقود بعيدة عنهم وعن مشاكلهم وهمومهم.
المدينة بدت صبيحة يوم الاحد في عرس رياضي، فخرج اهلها غير ابهين باية مخاطر، وملاؤوا باحات معرض الشهيد رشيد كرامي الدولي، حيث اقيمت منصات للمتسابقين والعاب ترفيه وعلت اصوات الموسيقى معلنة بان طرابلس عصية على الموت واكبر من بعض الذين يحاولون استهدافها بامنها وسمعتها خدمة لمشاريعهم السياسية والطائفية في بعض الاحيان.
الماراثون الذي أقامته جمعية “معا لبنان” برعاية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وبحضور شخصيات سياسية، حمل عنوانين الاول ” وحدة وطنك جيشك وأمنك.. أركض كرمالن”، والعنوان الثاني “اليوم ادمان .. بكرا ندمان” للتنبيه لمخاطر المخدات والادمان عليها.
واوضح منظم الماراثون رئيس الجمعية ربيع لاذقاني أن “عنوان الماراثون لهذا العام كان اليوم ادمان.. بكرا ندمان، لكن جراء الأحداث الأمنية المؤسفة الأخيرة التي حصلت في طرابلس اتخذنا قرارا باضافة عنوان آخر للماراثون هو “وحدة وطنك بجيشك وأمنك أركض كرمالن”، إكراما وتقديرا لتضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية”.
وأضاف لاذقاني “قمنا بتقسيم الماراثون هذه السنة الى خمس سباقات هي: سباق ذوي الاحتياجات الخاصة، نصف ماراثون ٢١ كلم، سباق ٣ كلم، سباق ٧ كلم (للمحترفين)، وسباق ٧ كلم للمرح”.
وتابع: “هذا العدد الكبير من المشاركين رسالة الى الجميع بان طرابلس مدينة الحياة وهي ترفض التطرف والارهاب واننا باقون وسنواصل حياتنا ونفرح ولن نستسلم لكل المؤامرات التي تريد قتل روح الحياة فينا والباس مدينتنا ثوبا مغايرا لما هي عليه من انفتاح وقبول للاخر”.
