الفلسطيني صابر مراد تصدى لـ″الارهابي″ لانقاذ القوى الأمنية.. والعناية الالهية أنقذته… روعة الرفاعي

قلبه كان “حاضراً”، واحساسه بالمسؤولية تجاه من احتضنه في هذا الوطن كان ″معبراً″ فاندفع وبكل ثقة للتصدي ″للارهاب″ ليس بالسلاح ولا بالقنابل وانما بسيارته التي راح يتحرك بها يميناً ويساراً بغية اعاقة تحرك الارهابي ″عبد الرحمن مبسوط″ الذي كان ينفذ عمليته بكل دم بارد عشية عيد الفطر السعيد..

انه الشاب الفلسطيني صابر مراد ابن 32 سنة متأهل ولديه ولدين، وهو من أم لبنانية وأب فلسطيني نشأ وترعرع في مدينة طرابلس وتلقى دراسته الابتدائية في مدارس تابعة لـ″أونروا″ ومن ثم سافر الى أوستراليا وعاش فيها لسنوات طويلة، تزوج ورزق بولديه فكانت النية بالعودة الى لبنان منذ سنتين للعيش في مدينة أحبها من كل قلبه، وعشق حياة العائلة فيها والتي افتقدها في الغربة.

وبالفعل بدأت مسيرة جديدة لحياته، الى أن كان آخر يوم من شهر رمضان المبارك حيث صودف وجوده في منطقة الميناء أمام السنترال حينما قرر ارهابي لا يمت للانسانية بصلة وضع حد لحياة أبرياء من قوى الأمن الداخلي، بالطبع المشهد آلم الكثير من المواطنين، لكنه عند صابر اتخذ شكلاً آخر حيث اندفع بكل قوة لاعتراض مجرم موتور من دون أن يحسب أي حساب لحياته أو حتى لولديه اللذين ينتظرانه في البيت، اندفع بكل عزيمة لملاحقته ومحاولة ايقافه وفتح المجال أمام الجيش لاعتقاله كما كان يظن، لكن المجرم لم يرحمه فانهال عليه بالرصاص الذي أصابه في رأسه وظهره وتم نقله بحالة حرجة الى المستشفى التي بقي فيها ساعات طويلة يصارع الموت داخل غرفة العناية الفائقة الى أن استجاب الله لدعاء والده وزوجة خاله التي احتضنته منذ أن كان طفلاً بسبب وفاة والدته فكان كابنها وكان لتضرعاتها الاجابة التي لا ترد من رب العالمين.

الشاب صابر خرج من العناية الفائقة أمس الى غرفته بانتظار مثوله للشفاء كما يقول الأطباء، وهناك داخل المستشفى الاسلامي الخاص وقف الأهل والأصدقاء وممثلو المنظمات الفلسطينية بل وحتى الصديق الذي حضر مؤخراً من أوستراليا جاء ليزور البطل كما أطلق عليه..

شجاعة صابر لا تختلف كثيراً عن شجاعة الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة حيث أثبت أن عزيمة الدفاع عن الحق ومحاربة الباطل هي نفسها سواء أكانت من أجل فلسطين أو من أجل لبنان والذي يعتبر بمثابة البلد الثاني لكل لاجئ فلسطيني.

صابر خارج العناية الفائقة

داخل غرفته كان صابر ينظر بعينيه لكل من جاء ليزوره، الفرح ظاهر عليه وحينما سألناه عن رأيه بما جرى قال بصوت خافت: الحمدلله قمت بما أمكنني صحيح انني أصبت لكن ربما نجحت في اعاقة حركته وإن لدقائق.

وعن حبه للبنان وبقائه فيه يقول: سأبقى ولن أعود الى أوستراليا، لم ولن أندم على عودتي بالعكس أنا سعيد جداً بكل ما قمت به.   

زوجة خاله فخورة

رشا بربر زوجة خال صابر مراد قالت لـ ″سفير الشمال″: “توفيت والدته فتوليت تربيته لسنوات طويلة الى أن قرر السفر لأوستراليا، ومنذ سنتين عاد الى لبنان وقرر البقاء فيه كونه متعلق كثيراً بأجواء العائلة، ليلة عيد الفطر السعيد صودف مروره في مكان الحادثة حيث تم اطلاق النار على سيارة الدرك، فما كان منه الا أن حاول التصدي للارهابي بكل ما أوتي من قوة، فقام بملاحقته بسيارته لقطع الطريق عليه، وما جرى أن صابر كان يضع لوغو الجيش اللبناني على سيارته مما شجع الارهابي على اطلاق النار عليه فأصيب بطلقتين في الرأس وثلاث طلقات في الظهر نقل على أثرها الى العناية الفائقة في مستشفى الاسلامي الخاص بعد اجراء عدة عمليات له.

وتابعت: الحمدلله خرج صابر من العناية الفائقة ونتيجة الاصابة في الرأس ستؤثر على حاسة النظر كما أشار الطبيب لكن عدا ذلك فان صحته تتماثل للشفاء.

ورداً على سؤال تقول: طبعاً نحن لا نلومه على هذا العمل الانساني، هو أثبت للجميع بأنه محب لمدينته وبلده، ولطالما كان يذكر ذلك في مجالسه فهو وان كان “لاجئاً فلسطينياً” الا انه يعشق لبنان، وبالفعل دافع عن أرضه وجيشه وشعبه، والحمدلله صحته بخير مثلما افاد الأطباء ونأمل له الشفاء الكامل.

ولفتت الى ان اتصالات كثيرة وردتنا من نواب ووزراء لبنانيين فضلاً عن السفير الفلسطيني، كما وتم عرض الجنسية اللبنانية على صابر الذي رفض بسبب ايمانه بعودته الى فلسطين ولو ذات يوم.

وختمت بربر مؤكدة أن صابر شهيد حي، والله يرحم شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي وندعو لأهلهم بالصبر والسلوان.

مسؤول حركة فتح

من جهته مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية في شمال لبنان أبو جهاد فياض الذي كان يزور صابر في المستشفى أكد أن الاعتزاز والفخر لنا بصابر هذا الشاب الفلسطيني المقيم في لبنان كضيف، اعتزازنا كبير بردة فعله الجريئة بهدف انقاذ الناس من دون التفكير بنفسه حتى أصيب اصابة بالغة، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أنه ليس للارهاب من دين، ونحن لا يسعنا سوى التوجه بواجب العزاء لأهالي الشهداء كما ونشكر الله الذي سلم لنا ابننا، ونأمل أن يحل الأمن والأمان في هذا البلد الذي يستضيفنا منذ سنوات طويلة، على قاعدة أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية مسؤولين عن السلم الأهلي في البلد ونحن نتعاون معهما في كل ما من شأنه خدمة مخيماتنا التي نعيش فيها.  


مواضيع ذات صلة:

  1. عشية ″عيد الفطر″.. ماذا يقول تجار طرابلس وما هي أمنيات المواطنين؟… روعة الرفاعي

  2. اليوم اقفال وغداً إقتحام.. العسكريون المتقاعدون يهددون… روعة الرفاعي

  3. ضمان طرابلس الى أزمة جديدة و″جميل بكري″ كاد يضرم النار بنفسه… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal