في لبنان.. نبكي من كل شيء ونضحك على أنفسنا… مرسال الترس

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً فيلماً مصوراً للرئيس الاوكراني المنتخب حديثاً فلاديمير زيلينسكي، والمعروف عنه أنه كان في حياته العادية ممثلاً هزلياً، يخطب فيه امام جمهور من مواطنيه ويقول: ″لا شك أنني كنت أبذل جهدي في السابق من أجل إضحاك الناس في بلدي.. ولكنني أتعهد أمامكم انني سأسعى من أجل أن لا يَبكي أيٌ من المواطنين″.

قد ينجح هذا الرئيس أو يفشل في تحقيق طموحاته، ولكن النية على ما يبدو موجودة لديه من أجل تقديم الافضل لشعبه كي لا يُبكي أياً منهم.

إنه خطاب جدير جداً بالتوقف عنده، ومحاولة مقارنته في ما يحدث في لبناننا الذي نتغنى به على أنه “قطعة سما عالارض تاني ما إلها.

الا تلاحظون أن الشعب اللبناني يَبكي منذ عشرات السنين من كل الظروف المحيطة به نتيجة الحروب والصراعات التي تعصف به ولا تسمح له بالتقاط أنفاسه، خصوصاً نتيجة الوضع الاقليمي المتفجر منذ سبعة عقود والذي يرمي بكل انتاجاته السلبية على كاهله من دون أي قدرة له على مواجهة ذلك الواقع الاليم الذي لا أفق بنهاية له؟.

وهل تلاحظون أن الشعب اللبناني يَبكي من احواله المعيشية والاقتصادية والمالية منذ عشرات السنين نتيجة السياسات الخاطئة التي تم اعتمادها، والتي ترمي به في أتون ديون لا قدرة له على تحملها، ولا بصيص في نهاية النفق يمكن أن يساعد على الخروج من ذلك المأزق بسبب الافواه الفاغرة التي تبتلع ثروات الوطن التي يُفترض أن تكون ملكاً للشعب؟.

وبالتأكيد انكم تلاحظون أن الشعب اللبناني يبكي على أوضاعه البيئية والصحية والاجتماعية… فأزمة النفايات كأنها ابدية سرمدية لا حل لها، وكذلك الكهرباء والمياه. وها هو الضمان الاجتماعي يعمل منذ سبعينيات القرن الماضي ولم يستطع حتى الساعة تطبيق ضمان الشيخوخة الذي هو ضمانة لكل متقدم بالعمر. أما الاوضاع الاجتماعية فحدّث ولا حرج ففي كل خطوة يومية يواجه المواطن الآف المشاكل والصعوبات التي تدفعه لأن يكفر بكل ما هو قائم حوله!.

 قد يكون بعض المسؤولين عندنا في ذات توجهات الرئيس الاوكراني ولكن الصدفة عندنا أننا نبكي من كل ما يدور حولنا ولا نضحك الاّ على أنفسنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. بين السباق الى قصر بعبدا.. وحبة الحلوى… مرسال الترس

  2. إنها بلاد ″الفوضى المدمرة″… مرسال الترس

  3. هل هذه دولة الشهداء فعلاً؟… مرسال الترس


Post Author: SafirAlChamal