أزمة نفايات الضنّية تتفاقم: من ينقذ المنطقة من كارثة مقبلة؟… عبد الكافي الصمد

لم تنفع كل الإتصالات واللقاءات والجهود التي بذلت على أكثر من مستوى لإيجاد حلّ لمشكلة النفايات في الضنية، التي بدأ تراكمها في الشوارع وإحراق أكوامها العشوائية يحدث قلقاً كبيراً في أوساط الأهالي، ومخاوف من إطالة أمد الأزمة، مع ما يشكله ذلك من أضرار واسعة على المستويات الصحية والبيئية كافة، وأن تترك الأزمة تداعيات وآثار سلبية لن يكون من السهولة بمكان إزالتها خلال وقت قصير.

 فمنذ إقفال مكب النفايات في بلدة عدوي، وهو مكب النفايات الوحيد في المنطقة، مطلع شهر نيسان الماضي، بدأت أكوام النفايات تتجمّع في شوارع البلدات والقرى، وبدت مشاهد حاويات النفايات وهي ممتلئة بالكامل مقلقة، ما جعل مواطنين يرمون أكياس النفايات خارج الحاويات، إلى درجة باتت معها النفايات الموجودة خارج الحاويات أكثر من التي داخلها، في مشهد مقزز للغاية، خصوصاً بعدما تحوّلت الاماكن التي توجد فيها الحاويات إلى أماكن مفضّلة للقوارض والحشرات على أنواعها، التي باتت ترتع فيها على هواها.

خلال هذه الفترة، باءت بالفشل كلّ مساعي حلّ الأزمة، سواء بإعادة فتح مكبّ عدوي مجدّداً ولفترة مؤقتة، أقله هذا الصيف، على أن تعمل خلاله البلديات واتحاد البلديات على إيجاد حلّ للأزمة، كذلك لم يكتب النجاح لجعل موقع كسّارة مقفلة في منطقة جيرون مكبّاً مؤقتاً بسبب إعتراضات الأهالي، وتصدّر تيار سياسي فاعل في الضنّية هذه الإعتراضات، من غير أن يطرح أي حلّ أو خيار بديل، إنما اكتفى بالعرقلة على قاعدة “خالف تعرف.

 في هذه الأثناء كانت أكوام النفايات تتزايد في الشوارع، وكانت الحلول التي توصلت إليها بعض البلديات بسيطة ومؤقتة، ونظراً لإمكاناتها الضعيفة، سواء باعتماد فرز النفايات من المصدر أو من خلال تسبيخها، كون عملية الفرز تحتاج إلى وقت طويل وجهود مضنية لتطبق على الأرض، كما أن عملية التسبيخ أو إعادة التدوير تحتاج بدورها إلى إمكانات ضخمة لا تمتلك البلديات في الضنية، على اختلافها، ولا إتحاد البلديات، الحدّ الأدنى منها.

إزاء ذلك لم تملك البلديات وسيلة إلا العودة إلى الخيارات التقليدية السابقة، وهي إيجاد مكبات ومطامر نفايات خاصة بها، أو إعادة إحياء مكبات ومطامر سواء جديدة أو أغلقت في سنوات سابقة، وهو ما جعل مكبّات النفايات العشوائية تنتشر بشكل بشع ومخيف في المنطقة، ما يهدد طبيعة المنطقة الخلابة ومياهها العذبة ومنتجاتها الرائعة من الفواكه والخضار بالتلوث، بعدما لم يبق نهراً أو مجرى وادٍ أو محيط نبع ماء أو مناطق حرجية نائية أو قارعة طريق، إلا ورميت النفايات فيها.

 ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل إن إقدام مجهولين على إحراق أكوام النّفايات العشوائية هذه، زاد من مخاطر الأزمة، نظراً لما تسبّبه ذلك من تلوّث بيئي طال الهواء أولاً، وتضرّر المواطنين من الدخان الأسود الصاعد من الحرائق، والروائح الكريهة المنبعثة منها.

هذا الوضع المتفاقم لأزمة النفايات، رفع منسوب المخاوف في مختلف الأوساط من أن تبقى الأزمة تراوح مكانها، وأن تتفاقم أكثر في الأشهر المقبلة، ما سيعرض موسم الإصطياف إلى مصاعب جمّة، ويلحق به أضراراً كبيرة، كما ستكون للأزمة في حال بقائها كما هي تداعيات خطيرة وكارثية، بيئياً وصحياً، الأمر الذي يفرض معه دق ناقوس الخطر، وأن يتحرّك معه المعنيون لإيجاد حلّ قبل فوات الأوان.


مواضيع ذات صلة:

  1. اللقاء التشاوري ينبّه الحريري وباسيل: تداعيات الإخلال باتفاق الطائف خطيرة جدّاً… عبد الكافي الصمد

  2. أزمة النفايات في الضنية تتفاقم والمكبّات العشوائية تهدّد بكارثة… عبد الكافي الصمد

  3. أزمة نفايات الضنّية: غياب الحلول وسط مخاوف من استفحالها صيفاً…عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal