جبران باسيل يستخدم ″السنية السياسية″.. لمحاصرة خصومه المسيحيين… غسان ريفي

ليس جديدا على وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن يقول أن ″السنية السياسية أخذت حقوق المسيحيين″، بل هو جاهر بهذا الأمر مرات عدة في جلسات خاصة ولقاءات عامة، وصولا الى قوله الشهير بأنه ″يريد إستعادة حقوق المسيحيين بأظافره″، ما إستدعى ردودا عليه من شخصيات سياسية عدة.

لم يعد خافيا على أحد أن باسيل يسعى الى الاستفادة من وجود عمه العماد ميشال عون في سدة رئاسة الجمهورية ومن كونه يمتلك أكبر كتلة مسيحية نيابية، وذلك لاحكام قبضته على كل مؤسسات الدولة الفاعلة في القضاء والجيش ومصرف لبنان والادارة ووزارة الخارجية وحتى في قوى الأمن الداخلي، تمهيدا لتعبيد الطريق أمامه الى قصر بعبدا، وإن إستدعى ذلك فرض أعراف جديدة وضرب إتفاق الطائف، ومصادرة صلاحيات رئيس الحكومة سعد الحريري أو الاساءة إليه في بعض الأحيان، ما يُحرج الحريري أمام شارعه وطائفته خصوصا أنه ما يزال يسمع كثيرا من العتب بأنه ″أخطأ في الدخول بالتسوية الرئاسية″ التي يبدو أنه بدأ يدفع ثمنها اليوم من رصيده السياسي والشعبي، خصوصا في ظل أزماته الشخصية والمالية وضمن تياره والتي ما يزال يتخبط بها.

يبدو واضحا أنه لا توجد محرمات أمام باسيل في سبيل تحقيق أهدافه السياسية، ورفع رصيده في الشارع المسيحي لاظهار نفسه بأنه المنقذ وأنه المؤهل الوحيد لخلافة الرئيس عون في رئاسة الجمهورية، لذلك فإنه اليوم يصوّب في العلن على السنية السياسية تحت شعار “إستراداد الحقوق المسيحية”، لكنه في المضمون يعمل على محاصرة كل التيارات المسيحية الأخرى ويصادر حقوقها لمصلحة تياره السياسي سواء في إثبات الوجود، أو في بسط النفوذ داخل مجلس الوزراء، أو في التعيينات والتوظيفات التي يسعى الى أن تكون من حصته الشخصية، وذلك من خلال  إيصال المرتبطين فيه بشكل مباشر الى المواقع والمراكز المختلفة.

تقول مصادر سياسية مطلعة: إن أزمة باسيل ليست مع السنية السياسية، بل هي مع خصومه المسيحيين من القوات اللبنانية وتيار المردة والكتائب والمستقلين، لكنه في الوقت نفسه يستخدم شعار السنية السياسية لمحاصرتهم وإضعافهم وإقصائهم عن المواقع والوظائف الحساسة في الدولة، ما يمكنه من إحكام قبضته على الادارة اللبنانية ومؤسساتها، وتقديم نفسه بأنه المدافع الأول عن المسيحيين، وبالتالي تثبيت مقولة أن عدم وصوله الى رئاسة الجمهورية مستقبلا يصبح تهميشا للمسيحيين في لبنان.

اللافت بحسب تلك المصادر أن القوى المسيحية الأخرى تعترض ضمنا على ما يقوم به باسيل، لكنها حتى الآن تقف متفرجة مكتفية ببعض الانتقادات والتغريدات التويترية التي يرد عليها نواب وزراء وقيادات التيار الوطني الحر بقوة على قاعدة رد الصاع صاعين، في وقت تؤكد فيه هذه التيارات لا سيما القوات اللبنانية أنها ما تزال تتمسك بالعلاقة مع التيار الوطني الحر، وبتفاهم معراب الذي لم يبق منه سوى الاسم أو الذكرى، في حين أن حقيقة العلاقة بينهما كالنار تحت الرماد، وكذلك بالنسبة للمردة.

وتقول هذه المصادر: قي ظل سعي باسيل الى محاصرة خصومه المسيحيين، لا يتوانى في طريقه عن إستهداف السنية السياسية، المتمثلة اليوم بالرئيس الحريري الذي يرى البعض بأنه قد يصبح الحلقة الأضعف في حال إستمر الوضع على ما هو عليه من ضعف الحضور السياسي للحريري وتيار المستقبل، ما يتطلب من الحريري أن يتحصن أكثر فأكثر بمجلس رؤساء الحكومات السابقين، وأن يشكل حوله شبكة أمان من النخب السياسية السنية والوطنية التي تعلم كيف تحافظ على التوازن الوطني الذي يؤمن الاستقرار السياسي في البلاد.  


مولضيع ذات صلة:

  1. أفيوني لـ″سفير الشمال″: الموازنة لن تمسّ بالفقراء والكثير من الاضرابات كانت إستباقية… غسان ريفي

  2. خلدون الشريف يجمع مكونات طرابلس السياسية في إفطاره.. والرئيس ميقاتي يعطي جرعة تفاؤل… غسان ريفي

  3. الحصرم الذي زرعه ″المستقبل″ على أبواب السراي عام 2012.. يأكله الحريري اليوم… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal