بين السباق الى قصر بعبدا.. وحبة الحلوى… مرسال الترس

بالرغم من فترة الثلاث سنوات ونصف التي تفصل اللبنانيين عن موعد الاستحقاق المقبل لرئاسة الجمهورية، فان السباق كبير بين المحللين الذين يطلّون عبر البرامج السياسية او غيرها على الشاشات اللبنانية، أو العربية أحياناً، لتقدير اسم الشخصية المؤهلة للوصول الى هذا الموقع الذي يرى معظم اللبنانيين أنه بات بعد اتفاق الطائف تحصيل حاصل في السياسة اللبنانية، فيما يرى فيه الزعماء والقادة الموارنة طموحا ومنافسة لا تنتهي.

كثيرة هي التوقعات حول هذه المسألة ولكل محلل معطياته التي يسعى الى إقناع الآخرين بصوابيتها، إما عن قناعة مسبقة، أو عن طرف معلومات قد لا يكون صالحاً لكل الظروف، ووفق القراءات المتعددة تتلخص الترجيحات بالآتي:

فريق يعتبر أن رئيس تيار المرده النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه هو من يملك أوراقا إيجابية عديدة لخوض غمار هذه المعركة، لعل من أبرزها كونه إحدى الشخصيات المارونية الاربعة التي شاركت في حوار بكركي قبل أربع سنوات، إضافة للحظية التي يتمتع بها لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي خصه بإحدى عينيه، عندما كان يتحدث عام 2016 عن دعمه للنائب العماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية. في حين أن مصالحته الشهيرة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بكركي، والتقارب المسجل بينه وبين رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ستزيل من امامه أكثر من عقبة على الصعيد المسيحي.

فريق آخر يرى أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من أكثر المؤهلين للوصول الى قصر بعبدا نظراً للدعم المطلق من عهد عمه الرئيس العماد ميشال عون، والابواب المفتوحة أمامه في كل الوزارات والادارات بدون أي عائق. أضف الى ذلك حركته اللافتة دولياً وإغترابياً من خلال موقعه في وزارة الخارجية والمغتربين، ومناطقياً في الداخل على خلفية رئاسته للتيار البرتقالي. ولكن هفواته  المتكررة: وتحديداً إسقاط الخلاف الايديولوجي عن اسرائيل في إحدى مقابلاته التلفزيونية، ولوحة صخور نهر الكلب حول الوجود العسكري السوري  في لبنان، لا تمحيها بالتأكيد القذيفة الصاروخية التي تلقاها هدية من أحد مسؤولي حزب الله في قضاء جبيل والتي صنّفها بعض السياسيين بانها تشبه حبة الحلوى التي تسلّي ولكنها لا تُشبع جائعاً.

صحيح أن هذين الاسمين هما الاكثر تداولاً للمنافسة، ولكن هناك مجموعة كبيرة من اسماء الشخصيات المطروحة في التداول إبتداءً من سمير جعجع في معراب وصولاً الى النائب ميشال معوض في زغرتا ومروراً بقائد الجيش العماد جوزيف عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة… واللائحة تطول. مع عدم إغفال أن لجميع المرشحين اتصالات مع قوى اقليمية ودولية وكل منها لها تأثيراتها ضمن أطر محددة.   

بعض السياسيين القادرين على قراءة الواقع بروية يهمسون لمعارفهم بان المراهنة على وجه سياسي أو عسكري منذ اليوم كحصان رابح الى قصر بعبدا هو ضرب من عدم الواقعية، لأن الظروف قد تتبدل وتتغير على أكثر من وجه، ومنذ الاستقلال وحتى اليوم كم من مرشح نام رئيساً للجمهورية واستفاق في اليوم التالي ليرى نفسه خارج اللعبة، وبالتالي فان الدعم الداخلي جيد جداً ولكن الكلمة الفصل عادة ما تكون عبر الاقمار الاصطناعية!..


مواضيع ذات صلة:

  1. إنها بلاد ″الفوضى المدمرة″… مرسال الترس

  2. ماذا يخطط الرئيس بري من وراء ″النسبي″ على صعيد لبنان؟… مرسال الترس

  3. هل هذه هي مهمات وزير الخارجية والمغتربين؟… مرسال الترس


Post Author: SafirAlChamal