عشية ″عيد الفطر″.. ماذا يقول تجار طرابلس وما هي أمنيات المواطنين؟… روعة الرفاعي

تعتبر الأسواق الشعبية في مدينة طرابلس متنفساً لعامة الناس نظراً للأسعار المنخفضة وجودة البضائع، وهي تشكل نقطة تلاق بين كل الطبقات الاجتماعية، ومن هذه الأسواق ″السوق العريض″ الذي أعيد تأهيله من قبل جمعية ″العزم والسعادة الاجتماعية″ ومن ثم تزيينه ليخرج بأبهى حلة مع بداية شهر رمضان المبارك وايذاناً باستقبال عيد الفطر السعيد والذي يعتبر مناسبة مهمة بالنسبة للتجار فيما سبق، أما اليوم وبسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة فان موسم ″الأعياد″ لم يعد يشكل حافزاً لدى التجار لتصريف بضائعهم، لكن هم يسعون قدر الامكان، فهل من شأن اعادة التأهيل والزينة تغيير الوضع؟.

السوق العريض

يقول التاجر عبد اللطيف حمزة: الأعمال الجديدة أعادت للسوق العريض رونقه وتاريخه العريق، وبالطبع نشكر جمعية العزم على هذا العمل الجبار والذي يتيح المجالات واسعة أمام عودة الزبائن واعادة الرونق للمنطقة ككل والتي تعتبر الشريان التجاري الأساس في الشمال.

ويضيف: نأمل وندعو أهلنا في الشمال الى زيارة أسواق طرابلس والتسوق فيها كونها تضم أكبر المؤسسات التجارية بأقل الأسعار التي تناسب الجميع، فطرابلس مدينة الحياة وليست قندهار كما ألبسوها سابقاً، واليوم نحن نسعى الى تغيير صورتها واعادة الحياة لأسواقها.

وعن الاستعدادات للعيد يقول حمزة: نحن على أتم جهوزية طالما أن عناصر الجيش اللبناني يقومون بكل ما يلزم لجهة استتباب الأمن والاستقرار، ومن ناحيتنا كتجار نقوم بكل ما يلزم وان كنا على يقين تام بأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة سوف تمنع الزبون من شراء كل ما يلزمه لكن قدر الامكان نحاول تحريك العجلة من خلال جذب الزبائن من كل الأقضية الشمالية.

من جهته يتمنى التاجر عبد الغني الأبيض أن يكون السوق العريض بحلته الجديدة متنفساً حقيقياً لكل الزبائن، شاكرا الرئيس نجيب ميقاتي الذي بادر الى ترميم وتأهيل السوق، وبلدية طرابلس وكل التجار، لافتا الى أننا قمنا بتزيين السوق بغية استقطاب المزيد من الزبائن والزوار الذين كانوا في السابق يأتون من كل الأقضية نظراً للأسعار المناسبة والحسومات الكبيرة.

ويقول الأبيض: الوضع الاقتصادي ككل سيء في كل لبنان وليس فقط في طرابلس، وما قمنا به ليس الا محاولة لتغيير الوضع، ونأمل في الأيام المقبلة أن تتحرك أسواقنا.

أسواق عزمي

هذا على صعيد الأسواق الداخلية، فماذا عن منطقة عزمي؟، وماذا عن التجار الذين يدفعون مبالغ باهظة بدل إيجار محلاتهم التجارية ومع هذا لا يحظون بالزبائن ولا بحركة بيع متوقعة، هم فقط يقومون بتزيين محلاتهم وبالاعلان عن حسومات بهدف جذب الزبائن لكن في المقابل يمضون ساعات النهار والليل بانتظار من يملك السيولة ليشتري ما يلزم من ثياب وأحذية ومستلزمات عيد الفطر لأولاده، هذا العيد الذي كان يشكل في السابق مناسبة استثنائية في طرابلس ولدى العائلات الطرابلسية.

يقول رئيس جمعية تجار شارع عزمي طلال بارودي: الحركة التجارية ومنذ بدء هذا العام تعد كارثية على لبنان ككل وطرابلس بشكل خاص، وأؤكد أن هناك العديد من المؤسسات التجارية اتخذت القرار بالاقفال بعدما وصلت الى عجز مالي كبير، اليوم وخلال شهر رمضان المبارك بقينا على ما نحن عليه، من دون أي تحسن أو تباشير خير لغاية الساعة، ونأمل خلال العشر الأخير من رمضان أن تتحسن الأحوال ويشهد سوق عزمي حركة ناشطة نتمناها جميعاً كتجار.

وعن الزينة يقول بالرودي: الزينة أنجزت لكن بشكل بسيط نظراً لعدم وجود السيولة وانعدام الحماسة لدى التجار، وازاء ذلك نتفهم الوضع، وأملنا كبير أن تتغير الأوضاع لاحقاً بحيث نعود الى سابق عهدنا في شارع عزمي والأمر يحتاج الى تضافر الجهود من كل المؤسسات التجارية من غرفة تجارة وبلدية وغيرها بغية خلق عناصر جذب جديدة، اذ لا يمكن الاستمرار بنفس الطريقة بعدما بتنا في الهاوية .

ماذا يقول المواطنون؟

ترى سهير كروم أن ″المواطن لم يعد بمقدوره شراء كل ما يلزم من احتياجات العيد، وكل شيء بات يقتصر على “ما يلزم” فقط، وقد كنا في السابق ندلل أنفسنا فنشتري 3 أنواع مختلفة من الثياب ومن الأحذية على عدد أيام العيد، واليوم بالكاد نشتري قطعة واحدة، ونحن نخشى أن تسوء الأوضاع أكثر وكل الدلائل السياسية تشير الى ذلك″.

سميرة (مواطنة في السوق العريض) عبرت عن ″اعجابها بالتطور الحاصل في السوق ان لجهة التأهيل أو لجهة الزينة والانارة، متمنية أن يحمل هذا التغيير المزيد من التحسينات على صعيد التجار الذين يقدمون بالفعل أفضل المنتوجات بأقل الأسعار″.

لافتة الى انها من عكار ومع هذا لا تشتري الا من السوق العريض فهي زبونة منذ أكثر من عشر سنوات.

أما المواطنة جومانة كبارة فتقول: ″طبعاً لعيد الفطر نكهة خاصة كونه يأتي بعد شهر رمضان المبارك، لكن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة باتت تقضي على كل أفراحنا، وان كنا نحاول قدر الامكان تأمين ما يلزم من احتياجات العيد″.


مواضيع ذات صلة:

  1. اليوم اقفال وغداً إقتحام.. العسكريون المتقاعدون يهددون… روعة الرفاعي

  2. ضمان طرابلس الى أزمة جديدة و″جميل بكري″ كاد يضرم النار بنفسه… روعة الرفاعي

  3. إعتداء ولي أمر طالب على مدير وناظر.. يؤدي الى موجة إستنكار تربوية عارمة… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal