إحذر أيها التلميذ… المكان مراقب بالكاميرات… عزام ريفي

الامتحانات الرسمية من البريفيه الى البكالوريا هي إستحقاق مصيري للتلاميذ وعائلاتهم والمحيطين بهم، وكلما اقترب اليوم الموعود كلما زاد توتر التلاميذ وقلقهم، وتسارعت دقات قلوبهم، ونقصت ساعات نومهم، وقلت نسبة غذائهم، وإرتفعت نسبة خوفهم من رهبة الإمتحان، وصعوبة المسابقات وهيبة المراقبين، وفوق كل ذلك سيكونوا جميعهم وعلى مدار ساعات الامتحان تحت مراقبة الكاميرات، وكأنهم في سجن بدل من أن يكونوا في مدارس.

قد لا تكفي كل هذه العوامل التي يتعرض لها التلميذ اللبناني، وقد لا تكفي كل مشاعر الرهبة والتوتر والقلق والارتباك والخوف من الإمتحانات الرسمية، وخصوصاً طلاب ″شهادة البريفية″ الذين يخوضون تجربة الإمتحانات الرسمية لأول مرة في حياتهم، حتى أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا بتركيب نحو 4050 كاميرا للمراقبة في ما يقارب 291 مراكز مخصصا لاستقبال الإمتحانات الرسمية، تم تركيب 70% منها، لتشكل أرقا وقلقا حقيقيين، ولتزيد من المخاوف لدى جميع الطلاب.

لم يقتصر تركيب الكاميرات على تشكيل حالة من الرعب لدى الطلاب فحسب، بل شكلت حالة امتعاض واستياء لدى بعض المراقبين والأساتذة، معتبرين أن هذا التدبير يدل على ″قلة ثقة بهم وبقدراتهم″، ومتسائلين ما هو دورنا في ظل وجود مثل هذه الكاميرات؟.

قرار تركيب الكاميرات بحسب وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب أقر لرفع مستوى الشهادة الرسمية، وكضمانة لراحة التلامذة بعيداً عن أجواء الفوضى أو التدخلات، مشدداً على الكاميرات ستدفع الطلاب الى الاعتماد على أنفسهم فقط لسلوك طريق النجاح.

لكن في الوقت نفسه ثمة أسئلة كثيرة ترافق عملية وضع كاميرات المراقبة، لجهة: هل وضع هذه الكاميرات يرفع من مستوى التعليم ويعيد هيبة الشهادة الرسمية؟، وهل فعلاً سيمنع تركيب الكاميرات انتشار الفوضى وسيساعد على تأمين أجواء هادئة؟ أم سيخلق جوا من القلق والتوتر الذي قد يؤثر سلباً على أداء التلميذ خلال الإمتحان؟ وكيف سيتم التعامل مع من ستلتقطه عدسات الكاميرات بالجرم المشهود وكيف سينعكس إقتياده أو طرده من الصف على زملائه؟ وهل ضبط التلاميذ واعادة هيبة الشهادة يأتي عن طريق ملء قلوبهم بالرعب منها ووضعهم تحت المراقبة؟ وهل بات دور وزير التربية يقتصر على ترهيب الطلاب بدل إحتضانهم والتخفيف من روعهم في إمتحانات تعتبر المفتاح الأساس لمستقبلهم؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. الشانفيل نحو تحقيق حلم التتويج باللقب عن طريق سلسلة تعاقدات نارية مبكرة… عزام ريفي

  2. كرة القدم اللبنانية في خطر.. هل يُعقل أن تكون هذه الصورة من الملاعب؟… عزام ريفي

  3. ذنب فادي الخطيب الوحيد.. أنه لبناني… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal