اللقاء التشاوري ينبّه الحريري وباسيل: تداعيات الإخلال باتفاق الطائف خطيرة جدّاً… عبد الكافي الصمد

أكثر من رسالة بعث بها اللقاء التشاوري للنوّاب السّنة المستقلين الذي عقد إجتماعه الدوري أول من أمس الجمعة في دارة النائب الراحل مرشد الصمد، في بلدة بخعون ـ الضنية، حملت في طيّاتها الكثير من المغازي والدلائل والمؤشرات.

أبرز هذه الرسائل يمكن تلخيصها بالآتي:

أولاً: أكد اللقاء التشاوري إستمراره في عقد إجتماعاته وعلى تماسكه وتمسكه في تأدية دوره السياسي على الساحة السنّية، وأنه ركن أساسي فيها إستناداً إلى ما أفرزته نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في 6 أيار 2018، إضافة إلى تشكيل الحكومة التي تمثل اللقاء فيها بوزير عنه، كدلالة معبّرة على أنه بات رقماً يصعب تجاوزه داخل الطائفة السنّية والمكونات السّياسية اللبنانية، بعدما راهن كثيرون على انفراط عقده بعد تأليف الحكومة، ولكن هذا الرهان سقط.

ثانياً: الإجتماع الأخير هو الثاني لنواب اللقاء التشاوري في الضنية منذ تأسيسه، ما يدل على أن المنطقة قد استعادت دورها ضمن المعادلة السّياسية المحلية، سواء داخل الطائفة السّنية أو على مستوى السّياسة الوطنية، بعدما جرى إلحاقها سياسياً وجعلها تابعاً منذ عام 2005، إلى حين إستحقاق إنتخابات 2018 التي استرجعت فيها الضنّية هويتها السّياسية.

ثالثاً: هوية الضنية السّياسية التي استرجعت بعد الفوز اللافت للنائب جهاد الصمد في استحقاق الإنتخابات النيابية، حرص النائب الصمد على تمتينه أكثر من خلال مشاركته في ولادة اللقاء التشاوري، كمكون سياسي فاعل ومؤثر له دوره وحضوره على الساحة، وللتأكيد على تاريخ ومواقف الضنية السياسية بانتمائها الوطني والعروبي والقومي، بعدما حاول البعض في سنين سابقة سلخها عن تاريخها وجذورها.

رابعاً: وجّه اللقاء التشاوري إنتقادات شديدة إلى الحكومة بما يتعلق بمشروع الموازنة التي انتهت من دراستها ومناقشتها، أول من أمس، وينتظر إقرارها في جلسة للحكومة في قصر بعبدا يوم الإثنين المقبل، بعدما أعلن اللقاء رفضه أن ″يدفع الشعب اللبناني ثمن أخطاء هذه الطبقة السياسية التي تحكّمت بمفاصل البلد، وأوصلت الوضع إلى حافة الإنهيار، بعد أن دفع هذا الشعب ثمن الفساد والهدر والزبائنية″، وتحذيره من ″محاولات الإلتفاف التي تمارسها الحكومة على الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، من خلال قضم رواتبهم ومستحقاتهم وحقوقهم بطريقة ملتوية″.

خامساً: تأكيد اللقاء رفضه محاولة العسكريين المتقاعدين المعتصمين إقتحام مقرّ رئاسة الحكومة في السرايا الحكومي الكبير، ورفضه محاولات اقتحام أي مقرّ رئاسي آخر، وقد ردّ اللقاء ما حصل إلى ″ما أصاب رئاسة الحكومة من ضعف وتراجع في الدور والمسؤولية″.

هذان الضعف والتراجع حمّل اللقاء التشاوري مسؤوليتهما لطرفين: الأول ″محاولة البعض الهيمنة على قرار الحكومة، والتحكّم بإدارتها وتوجهاتها، وتعطيل عملها″، في إشارة لا تحتاج كثيراً من التأويل لمعرفة أن المعني بها هو وزير الخارجية جبران باسيل؛ والثاني إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي طالبه اللقاء التشاوري بردّ حازم على هذه المحاولات، وصولاً إلى اتهامه بأنه ″يبدو كمن تخلى عن صلاحياته الدستورية، والذي أصبح بالممارسة أقل من رئيس لجنة وزارية″، وصولاً إلى تحذير اللقاء ″جميع القوى السياسية التي عليها أن تدرك أن الإخلال باتفاق الطائف ستكون تداعياته خطيرة جدّاً على الجميع″.


مواضيع ذات صلة:

  1. الموازنة ″تخرج″ من السرايا على وقع أسئلة مقلقة؟… عبد الكافي الصمد

  2. أزمة النفايات في الضنية تتفاقم والمكبّات العشوائية تهدّد بكارثة… عبد الكافي الصمد

  3. أزمة نفايات الضنّية: غياب الحلول وسط مخاوف من استفحالها صيفاً…عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal