إنها بلاد ″الفوضى المدمرة″… مرسال الترس

 لم تنشرح صدور اللبنانيين أبداً لما سمعوه من السلطة السياسية إزاء حيثيات الموازنة الجديدة التي يطبل ويزمر لها المسؤولون والسياسيون عبر وسائل الاعلام كافه، بأنها موازنة التقشف التي ستمد يد العون للمواطنين لمواجهة ″الخنقة″ التي يعيشون في غمارها برمق أخير.

العديد من الخبراء الاقتصاديين يُجمعون على أن ما تم القيام به في موضوع الموازنة لا يتعدى كونه إجراءات لتخفيض العجز المتفاقم جراء السياسات العشوائية، والانفاق غير المجدي منذ ثلاثة عقود، لا بل الانفاق الذي تسرب الى جيوب من أتقن فن النهب المنظم. في حين أن المطلوب هو سياسة اقتصادية شفافة قادرة على قلب المفاهيم البعيدة عن الواقع أو ربما المشبوهة التي أعتُمدت.

فضمن هذه الموازنة التي شنفوا آذان المواطنين بفرادتها، لم يسمع اللبنانيون أي بند يعطي اهتماما بتأمين فرص عمل جدية للشباب اللبناني الذي يُعد الأول بين الشباب العربي في نسبة التعليم ومستواه، وانما هناك كمٌ هائل من الوعود التي يدركون أنها ستتبخر عند أول نسمة هواء.. فكيف بالامر اذا واجه البلد عواصف عاتية. وليس أمام الشباب شيء متاح الاّ أبواب الهجرة الى دول مختلفة تسلخهم أحياناً كثيرة نهائياً عن الوطن خصوصاً اذا كانت نائية.

وضمن هذه الموازنة التي عقدوا وسيعقدون من أجلها عشرات الاجتماعات واللقاءات لم يقتنع اللبنانيون أنه ستكون هناك معالجات جدية للقضايا التي تلامس همومهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر مشاكل النفايات والكهرباء والصحة العامة… لأن كل ما هو ظاهر أمام أهل الوطن لا يشعرهم الاّ أنهم أمام سياسات فوضوية قد تدفع البلاد الى اليأس المدمر نتيجة عدم وضوح الرؤية وتضارب السياسات والمصالح التي لا يظهر بينها أية نوايا موحدة لانقاذ الوطن.

قد تكون بعض نوايا اهل النظام سليمة الى حد ما، ولكن الاداء العام لا يوحي الا أننا في بلد يتقن فن الفوضى المدمرة حيث كان لنا بلد نتغنى بانه سويسرا الشرق بكل ما في تلك الكلمة من نِعَم وآفاق وردية، ولكن بفضل تلك السياسات البغيضة تم تحويله الى صحراء قاحلة تستجدي المياه، ولا يصلها منها الاّ ما هو آسن. في حين يكررون محاولات إقناع الناس بانهم يسعون لتحويله الى جنة على ارض الشرق الاوسط، كما يشددون على أن هناك فرصاً حقيقية للاصلاح. ولكن الرسائل عادة تُقرأ من عناوينها وما ظهر حتى الساعة لا يبشر بأية فرصٍ جدية، وإنمامعظم ما يقال لا يعدو كونه ذرٌ للرماد في عيون تدمع بغزارة على ما حل ويحل بهذا الوطن. 


مواضيع ذات صلة:

  1. ماذا يخطط الرئيس بري من وراء ″النسبي″ على صعيد لبنان؟… مرسال الترس

  2. هل هذه هي مهمات وزير الخارجية والمغتربين؟… مرسال الترس

  3. هل تفجّر مطرانية بيروت المارونية أزمة بين بعبدا وبكركي؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal