نحاس خلال إقامته إفطاراً رمضانياً: الفساد النتيجة الأساسيّة لانحلال العمل السياسي

أكد عضو كتلة ″الوسط المستقل″ النائب نقولا نحاس أن ″لبنان يمرّ في أدقّ وأصعب مراحله، حيث نواجه تحدّيات كبيرة على كافة الأصعدة″، مشيراً إلى أن ″هذه الفترة هي زمن الاستحقاقات والقرارات الصعبة، زمن لا تصلُح فيه أنصاف الحلول، ولا الإجراءات المتجزأة، كما الخطابات التَعبوية والشعبويّة، فنحن نشهد نهاية حقبة أهدَرْنا فيها الكثير من مقدراتنا وأضعنا فرصاً كثيرة لإرساء نهوض حقيقي مستدام، وقد آن الأوان أن نتعلّم من دروس هذه الحقبة، لكي نتمكن من أن نجذّر أولادنا في أرضهم وبين أهلهم″.

كلام نحاس جاء خلال إقامته إفطاراً رمضانياً على شرف عدد من فاعليات طرابلس والميناء، بحضور الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين سمير الجسر وعلي درويش، ورئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ومتروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران افرام كرياكوس ممثلاً بالأب نقولا داوود، وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وألقى نحاس كلمة قال فيها: نحن اليوم في زمن الصوم الرمضاني الكريم، والصوم هو زمن التلاقي ونحن نلتقي على المحبّة والالفة والانصهار، حيث نلتقي لنؤكّد على وِحدتنا، على أننا أصحاب رسالة، رسالة في الإنسانية، رسالة في الوحدة، وحدة التاريخ والمصير، ووحدة في السرّاء والضرّاء، إذ هكذا عَلّمَتْنا هذه المدينة، وهكذا نَهَلْنا مِنْ تُراثها ومِنْ تاريخِها. إنّها مدينةُ الأصالة، مدينةُ الأجداد، مدينةُ الجُذور ونَحْنُ على وفائها باقون″.

وأضاف: لقد وضع اتفاق الطائف لقيام الدولة الحقيقية غير المذهبيّة وغير الطائفيّة عبر مراحل واضحة المعالم، إذ إنه اتفاق أسّس لدولة المواطنة، دولة القانون، دولة المحاسبة، دولة تلتزم وتنفّذ ما تخطط له وتَعِدُ به، دولة المؤسسات الفاعلة النزيهة لا دولة تسلّط السياسة على المؤسّسات. لكن ما هو حاصل اليوم، هو الخروج عن الطائف، والخروج نحو دولة المتاريس المذهبيّة، دولة المحاصصة، دولة الزبائنيّة السياسيّة بأبشع مظاهرها، والفساد هو النتيجة الأساسيّة لهذا التشوّه والانحلال في العمل السياسي.

وأوضح أنه عندما دعا دولة الرئيس ميقاتي إلى اعتماد الوسطيّة في العمل السياسي كمنهج وعقيدة إنما من أجل إعادة النظر والخروج من هذا التقوقُع الذي نغوص فيه كل يوم، لنستدرك أنه في التلاقي ومحاورة الآخر لاستشراف الهواجس والتطلعات، يمكننا أن نستنبط الحلول ونخرج من هذا الاصطفاف المذهبي الذي يشوه تشويهاً عميقاً أُسُسَ ما توافقنا عليه في الطائف، مشيراً إلى أننا أمام نهاية مرحلة لعلّنا نستفيق ونستدرك كيفيّة التعلّم من الماضي، لنُعيد بناء الدولة القادرة النزيهة العادلة، لنُعيد للقضاء استقلاله، لنعيد للهيئات الرقابيّة فعاليّتها، لنعطي الحياة للهيئات الناظمة، لنطبِّق الشراكة بين القطاعين العام والخاص وفق أدقّ معايير الشفافية والنزاهة، المَسار الطبيعي لِتَنمِية الإِقتِصاد وإيجاد فُرَصْ العَمَل.

وفي الشق المرتبط بطرابلس، قال نحاس: الكل يعلم أن هَمّْ إنماء طرابلس لكي تستعيد دورها الاقتصادي والإنمائي الذي طال انتظاره هو همّكم الدائم، وشِغلُكم الشاغل كما زُملائي النواب، إذ إن طرابلس بحاجة إلى أن تُحدّد وظيفتها الاقتصادية للسنوات القادمة”، متابعاً: “لن نُكَرِّر تعداد ما تختزِنُهُ هذه المدينة من إرثٍ ثقافي وحضاري ومن مؤسّسات عُمرانيّة فريدة ومن طاقات بشريّة فذّة، ولكن المطلوب اليوم كما دعيتم إليه، تضافُر كافة الجهود والتركيز على وضع سلّم أولويات للمشاريع الواجب تنفيذها من قبل الحكومة.

وشدد على أن هذا المنحى يُمَكِّن المدينة من أن تستعيد وظيفتها الاقتصاديّة وميزاتها التفاضليّة التي لا بدّ أن تعيد ضخّ الحيوية والفعاليّة إلى اقتصادها، ممّا يؤهّلها لاستقطاب الاستثمارات ولعب دورها الذي كان متألقاً على مدى العصور، الاختلاف في الأمور السياسيّة ممكن ولكن يحرّم علينا ألا نتّحد يداً واحدة في سبيل تنفيذ المشارع المُشار إليها. لا يجب أن تقع المدينة مجدداً في مطبّات وعوائق.

nahas 21

Post Author: SafirAlChamal