الانقسامات سيدة الموقف.. ما هو مصير رؤساء بلديات عكار بعد إنقضاء ثلاث سنوات؟… نجلة حمود

مع انتهاء السنوات الثلاث على انتخاب المجالس البلدية، مطلع حزيران المقبل تظهر للعلن الخلافات في غالبية بلديات محافظة عكار لمحاولة سحب الثقة أو الانقلاب على الاتفاقات المعقودة سلفا، فالتوافق السياسي والعائلي، انتهى مفعوله، وهو بالأصح  لم يحتج لثلاث سنوات، بل انتهى تماما عقب انتخاب الأعضاء لرئيسهم في حزيران عام 2016.

الانقسامات سيدة الموقف في غالبية المناطق والبلدات حيث بدا لافتا تقاسم ولاية المجلس ثلاث سنوات وفي البعض منها تقاسمها سنتين بسنتين.

التجديد مطلوب واحداث نقلة في البلديات أمر مرغوب به، ولكن السؤال الأهم ماذا أنتجت البلديات خلال مدة ثلاث سنوات؟ وأي إنماء تمكنت من تحقيقه؟ والأهم ماذا أنتج البعض من رؤساء البلديات الذين أمضوا اكثر من ولاية في مجالسهم؟.

من المؤكد أن الخلافات المستشرية في البلديات ليست بهدف الانماء، ولا علاقة لها بنظرة كل فريق للتغيير، بل ببساطة هي بهدف الحصول على الكرسي والتمتع بنوع من النفوذ.

واقع عكار مأساوي ومن سيء الى أسوأ على مختلف الصعد وفي مختلف المناطق بدءا من مدخل المحافظة في العبدة التي تعد ممرا الى الحدود الشمالية مع سوريا والتي يخيم عليها الظلام الدامس ليلا، بالرغم من المشاريع التي هللوا لها لانارتها، وتزيينها بما يليق بمدخل محافظة عكار.

 ولكن السؤال الأبرز ألا تخجل فاعليات عكار من بلديات واتحادات بالزينة التي تجتاح شوارع طرابلس وكل لبنان، تزامنا مع حلول شهر رمضان فتضيء الزينة سماء المدن والبلدات، بينما عكار تعيش في ظلام دامس بعيدا عن أجواء الشهر المبارك؟، الواقع نفسه في مدينة حلبا عاصمة المحافظة وهنا الطامة الكبرى، حدث ولا حرج، مجلس بلدي منحل، الأعمال مناطة بمحافظ عكار عماد لبكي الذي أوكلها بدوره الى موظف من خارج ملاك المحافظة، لأسباب مجهولة وتطرح الكثير من علامات الاستفهام.

حلبا أو عنق الزجاجة الذي يخنق عكار ويحوّل مهمة العبور في تلك النقطة المحورية الى مهمة مستحيلة بسبب الفوضى الخلاقة، حلبا التي كفر أهلها لسوء أحوالهم وقطع أرزاقهم بسبب الغبار والنفايات، ومياه المجارير التي تفيض هنا وهناك بين الحين والآخر.

الحديث يطول عن واقع عكار الانمائي المتردي، وسط غياب المحاسبة والمساءلة، فبالرغم من فتح ملفات العديد من البلديات وكشف الفساد والهدر فيها، الا أن الأمور لا يقدر لها الوصول الى اي خاتمة سعيدة بسبب الغطاء السياسي المتوفر لهؤلاء، وهنا على وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن النظر في أحوال بلديات عكار ومحاسبة الفاسدين الذين أمضوا سنوات في رئاسة السلطة المحلية من دون أي انجازات تذكر.

في احدى المقابلات التلفزيونية توجه رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر الى أهالي الجومة بالقول: ″قد لا نتمكن خلال السنوات الثلاث المقبلة من القيام بانجازات إنمائية مهمة لعدم وجود أموال في صناديق البلديات، ولكننا بالتأكيد مؤتمنون على الأموال التي نقبضها وعلى كل ليرة تدخل صناديقنا″. كلام بربر عكس حقيقة الأمور بعيدا عن الكذب والخداع، فبالرغم من أن اتحاد البلديات أنجز العديد من المشاريع الانمائية في بلديات الجومة، وقدم المساعدة اللازمة لبلدياته البالغ عددها 18 بلدية، الا أنه لم يعتبر هذه المشاريع إنجازات، مؤكدا أن الجومة تحتاج للكثير من المشاريع الحقيقية ان كان لجهة الصرف الصحي، او النفايات أو الملاعب العامة… فطوال السنوات الماضية وبالرغم من دخول أموال طائلة الى صندوق الاتحاد وتحديدا حصة الاتحاد من مبلغ 16 مليون دولار التي تم قبضها قبل الانتخابات الا أن أي مشروع انمائي لم يتحقق، ولم يستلم بربر أموالا تذكر من سلفه. وعلى العكس قام بتنفيذ عدد من المشاريع في بلدته على نفقته الخاصة.

وحول سؤال عن ملفات الهدر والفساد في بلدة رحبة (ما يفوق المليار ليرة ديون)، يؤكد بربر ″أن هناك دعاوى قضائية سبق لمجلسنا البلدي أن رفعها بملفات الهدر المالي، فضلا عن ملفات أخرى سوف نتقدم بها، ونحن نترك الكلمة الفصل للقضاء الذي لنا ملئ الثقة به″.     

وفي سياق متصل تستعد بلدة عيون الغزلان لطرح الثقة بالرئيس الحالي علاء المرعبي نظرا لاحتدام الخلافات داخل المجلس، والاتهامات المتبادلة بالفساد والهدر المالي، فضلا عن احتجاج الأعضاء على سياسة التفرد بالرأي ومخالفة القوانين. ويسجل المعترضون سلسلة انتهاكات في الاجراءات القانونية المتبعة على مدار الثلاث سنوات الماضية، وقد خرجت الأمور الى العلن مع تسجيل اعتراضات على تكليف أمين صندوق جديد، بالرغم من وجود أمين صندوق مكلف حتى نهاية عام 2019، وذلك من دون اي مسوغ قانوني، ما يطرح سلسلة تساؤلات حول النية والهدف من هذه الخطوة، وتقديم شكوى لدى وزارة الداخلية، كما تتجه الأمور الى المزيد من التصعيد مع شكاوى يستعد عدد من الأعضاء لتقديمها في النيابة العامة المالية.

سنكون مع سلسلة تحقيقات عن عدد كبير من بلديات عكار والمشاكل التي تواجهه.

akkr55


مواضيع ذات صلة:

  1. من يحمي عكار وزراعتها من الأسمدة والأدوية المهربة والمضرة؟… نجلة حمود

  2. شبكة تهريب النفايات الى عكار في القبضة الأمنية… نجلة حمود

  3. عكار تستنفر، من يقف خلف تهريب النفايات الى المحافظة؟… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal