نبضات إلى فلسطين في يومها الثاني من بيروت إلى صيدا: نبض واحد على طريق العودة

تستمر الفعاليات الرياضية والثقافية التي يُنظمها ناشطون فلسطينيون ولبنانيون ومتضامنون من جنسيات مختلفة، تحت عنوان “نبضات إلى فلسطين”، للسنة الخامسة على التوالي، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية، والهادفة إلى تأهيل الشباب اللبناني والفلسطيني للعمل معاً من أجل القضية الفلسطينية والتأكيد على حق العودة الآمنة للاجئين إلى أرضهم التي سُلخوا عنها.

في يومها الثاني، انطلقت الفعاليات الرياضية من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث انطلق الناشطون على متن دراجاتهم الهوائية التي زُينت بالأعلام الفلسطينية منه إلى شوارع بيروت حتى وصلوا إلى مخيم شاتيلا، حيث مروا بجولة داخل أحيائه شهدت تفاعلاً ملحوظاً من قبل أبناء المخيم.

التقى الدراجون بعددٍ من الشبان تعرفوا إليهم وعرّفوهم بمبادرة “نبضات إلى فلسطين” التي تأتي في إطار التشديد على حق العودة، والتأكيد على وجود من يعمل بكدٍ لانتزاع هذا الحق، ووقفوا على أحوالهم ولمسوا معاناتهم عن قرب وظروف عيشهم، وتبادلوا فيما بينهم أحاديث وخبرات حول كيفية تطوير العمل في هذا الإطار.

بعدها، أكمل الدراجون طريقهم نحو صيدا، حيث كانت لهم محطات كثيرة انضم إليهم فيها عدد إضافي من الدراجين من اللبنانيين والفلسطينيين من دراجي شحيم، ومتضامنين من جنسيات أخرى.

وفي صيدا، زار الدراجون قلعة صيدا البحرية، ثم تحلقوا حول مائدة إفطار في مركز جمعية الأدب والثقافة. بعدها حضروا حفلاً فنياً في مقهى صيدون، ضمن الفعاليات الثقافية، أحيته فرقة القدس من مخيم البداوي، وقدّم الناشط ربيع صلاح نبذة عن أهداف مبادرة “نبضات إلى فلسطين”، حيث أكد أنها “تأتي للتذكير بحقوق الفلسطينيين وأهمها حق العودة والعمل على تحقيقه، وتهدف إلى أن يكون الشباب اللبناني والفلسطيني منظماً ضمن نهجٍ تشاركي على أُسس التعاضد والتكاتف”، مشيراً إلى أن “المرور في المخيمات الفلسطينية له رمزية تتجلى في التأكيد على لحمة المخيمات وأبنائها من الشمال اللبناني حتى جنوبه عند الحدود اللبنانية الفلسطينية ووحدة مصيرهم، وفي السعي للحفاظ على هويتهم الوطنية وإرثهم في أرضهم. كما أن للمرور في القرى والبلدات اللبنانية رمزية أيضاً، تتمثل في اختبار تحديات العودة المرتبطة أولاً بصعوبة الحركة والتنقل للفسطينيين في أرض اللجوء، وحرمانهم من جزء كبير من الحقوق المدنية، فعندما تتبدد جميعها يُصبح حُلم العودة أقرب”.

بدوره أكد الناشط عبد السلام خليل أن “المشاركة في مسيرة الدراجات الهوائية ضمن فعاليات “نبضات إلى فلسطين” هي للتأكيد على أهمية الرياضة وللقاء أشخاص جُدد من الفلسطينيين واللبنانيين والأجانب الداعمين لقضيتنا، والتعرف إليهم وكسر الصورة النمطية المأخوذة عن الفلسطينيين في دول الشتات”، آملاً أن “تُسهم هذه المبادرة وغيرها في تحقيق حُلم العودة إلى بلادنا وأرضنا”.

بالزامن احتضنت ملاعب مدينة قصقص في بيروت، التي تُعتبر واحدة من المساحات العامة المشتركة المتاحة أمام اللاعبين والرياضيين الراغبين في ممارسة هوايتهم في فضاءات حرة، مبارتين في كرة السلة، الأولى بين فريقين للأطفال من المخيمات الفلسطينية، هما فريق نادي النقب التابع لمركز النقب، وفريق شباب فلسطين من مخيم شاتيلا. أما المباراة الثانية فجمعت بعض قدامى المنتخب اللبناني وبعض قدامى المنتخب الفلسطين، وقد ارتدى الفريقان لباس نبضات إلى فلسطين. وهدفت هذه الفعاليات الرياضية إلى بناء الشراكات بين جيلين مختلفين على أسس الحوار والتعاون.

وبعد انتهاء المباريات، كرّم ناشطون من مبادرة “نبضات إلى فلسطين” المدرب جمال الخطيب الذي يُعتبر أحد أبرز المبادرين في المجال الرياضي الفلسطيني، وهو صاحب الخطوة الهادفة لإعادة إحياء وتنظيم المتنخب الفلسطيني.

فعاليات “نبضات إلى فلسطين” تُختتم بانطلاق الدراجين نحو الجنوب اللبناني النقطة الأقرب إلى فلسطين على الحدود اللبنانية.

Post Author: SafirAlChamal