مخيم نهر البارد: 12 عاما على النكبة والمؤامرة مستمرة… عمر ابراهيم

تحل اليوم الذكرى الـ12 لنكبة مخيم نهر البارد وما زال قسما من الاهالي ينتظرون اعادة اعمار منازلهم التي هدمت بفعل المواجهات المسلحة التي دارت حينها بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الاسلام وادت الى سقوط قتلى وجرحى والى خسائر مالية كبيرة يئن تحت وطأتها الاهالي الذين فقدوا الغالي والنفيس في حرب  لا ناقة لهم بها ولا جمل.

في هذا اليوم من كل عام يستذكر ابناء المخيم تلك المؤامرة التي حكيت عليهم وما زالوا الى وقتنا هذا لا يعرفون بأي ذنب قتلوا وهجروا من منازلهم وشردوا الى مخيمات اللجوء، ولا يدرون ايضا من كان وراء هذا التنظيم (فتح الاسلام) وكيف انتهى الامر بقياداته التي دخلت خلسة وخرجت بنفس الطريقة بعد ان اطمأنت الى خروج كل سكان المخيم الى العراء والى تدمير تلك البقعة التي كانت تضج بالحياة وتعتبر من بين انشط المخيمات اقتصاديا في لبنان.

عشرات الاف الفلسطينيين ما زالوا يبكون على مخيم تغيرت كل ملامحه وبات لا يشبه اهله، وعلى مستقبل غير واضح بفعل التاخير الحاصل والمتعمد  في ملف اعادة الاعمار رغم كل الوعود التي أغدقت عليهم من سياسيين لبنانيين ومسؤولين دوليين.

12 عاما على ظاهرة فتح الاسلام وما رافق ولادتها من تساؤلات حول الجهة التي سهلت دخولها ووفرت لها الدعم المطلوب وفتحت الطريق امام “مجاهديها” للانضمام الى صفوفها، قبل ان تعلن الحرب المقدسة ضد الجيش اللبناني الذي لا يختلف اثنان على انه كان ضحية كابناء المخيم وربما يكون دفع ثمن مؤامرة ربما لن تكشف تفاصيلها في السنوات المقبلة، وقد لا تكشف نهائيا طالما ان الضحية هم من عموم البشر من جيش ومدنيين وابرياء من المخيم.

ربما لا يهم ابناء البارد معرفة مصير امير التنظيم شاكر العبسي وكيف قتل، ولا معرفة كيف هرب مع كل من كان معه بعد ثلاثة اشهر ونصف من المعارك، لكن ما يهم هؤلاء هو معرفة مصير مخيمهم ومتى سيعودون الى منازلهم وترفع عنهم التهمة بايواء واحتضان التنظيم، والتي ما زالوا يدفعون ثمنها ويتحملون وزرها في دخولهم وخروجهم من مخيمهم.

وربما لم يعد يهم هؤلاء شكل المخيم الذي بات يشبه معسكرا بطريقة مبانيه، وكل ما يهم من بقي في بيوت اللجوء المؤقتة او مشردا في مخيم اخر، ان يعودوا الى منازلهم بعد اعمارها، وهو الامر الذي يراه البعض مستحيلا في الوقت الراهن بسبب عجز الاونروا من جهة وعدم تسديد الدول المانحة لالتزاماتها، فضلا عما بات شبه مؤكد عن سرقات وسمسرات حصلت على حساب هؤلاء وما يزال مسلسل المتاجرة بقضيتهم مستمرا ولا يبدو ان له نهاية قريبة وفق لكل المعطيات المتوفرة.


مواضيع ذات صلة:

  1. تركيا تعيد تأهيل غرفة الاثر الشريف في طرابلس.. كيف أصبحت؟… عمر ابراهيم

  2. منشية طرابلس تتألق.. والشعار يُلهب وسط المدينة… عمر ابراهيم

  3. حراس المدينة.. دور يتنامى مع تخلي الدولة عن مسؤولياتها… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal