هل هذه هي مهمات وزير الخارجية والمغتربين؟… مرسال الترس

منذ دخول العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري، والانظار تتركز على الدور المناط برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وطموحاته ومفاعيله.

صحيح أن باسيل هو أحد ألاصهرة الثلاثة للرئيس عون، ولكن كان له دورا محوريا في التفاوض مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وابن عمته نادر (الذي غاب نجمه عن العمل السياسي). وهو العراب الأول لاتفاق معراب مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وذلك بهدف تدوير زوايا المواقف السياسية وإزالة المطبات عن طريق عمه الى قصر بعبدا.

هذه الثقة المفرطة بـ ″الصهر المفضل″ سمحت له برسم خارطة طريق قانون انتخابي يوصله بامتياز الى ساحة النجمة عبر القانون النسبي، ودعم بقاءه على رأس الديبلوماسية اللبنانية (بالرغم من أنه سرّب في غير مناسبة بأنه زاهد في العمل الوزاري ويتمنى التفرغ للعمل الحزبي).

كان لباسيل ما اراد، ومدّد لنفسه في وزارة الخارجية والمغتربين التي تتطلب جهوداً جبارة في إدارة الشأن الديبلوماسي الممتد على مساحة العالم، ومتابعة شؤون المغتربين في القارات الاربع، والذين يُقال أن عددهم قد تجاوز عدد المقيمين بثلاثة أضعاف. ناهيك عن مواجهة الالاعيب في السياسة الدولية المرتبطة في الكثير من الاحيان بالدوائر الاستخباراتية، وبالاضافة الى كل ذلك المتابعة اليومية للعمل الاداري وشؤون السفارات.

 إذاً المطلوب وزيراً كامل التفرغ لكل هذه الجهود غير الطبيعية.

أحد الوجوه النيابية الشابة من الذين “لا يستهضمون” اداء الوزير باسيل، استغرب بشدة وتهكم كيف يستطيع هذا الوزير أن يوفق بين مهماته في هذه الوزارة المترامية الاطراف والمهمات، وبين ارتباطاته كنائب، وكرئيس لتيار يُعد من الاكبر في البلد، وكمتابع للوزارات التي كان يشغلها ومنها على سبيل المثال وزارة الطاقة، اضافة الى “إحصاء أنفاس” الوزراء الذين تم تكليفهم باختياره من دون شريك، والذين ابتدع لهم نموذج الاستقالات المسبقة (والذي لم يسبقه اليه أي فريق لبناني من قبل).

ويضيف الوجه النيابي الشاب: كيف له أن يتابع شؤون وزارته السيادية ويؤدي مهامه بشكل كامل، وهو يجول اسبوعياً على المحافظات والاقضية والمناطق، ويقص الاشرطة، ويضع أحجار الأساس، ويفتتح المراكز الحزبية، ويُطلق عشرات المواقف السياسية في اليوم الواحد ليتحدى فلان ويهدد علان، ويستلطف ثالث، ويوجه وعوداً لهذا الحزبي المعارض أو ذاك التكتلي المشكوك بولائه.     

في هذا السياق يُقال أن الرئيس سعد الحريري أبدى استياء من الوزير باسيل الذي عيّن أكثر من جولة له في المناطق اللبنانية في حين كان مجلس الوزراء بامسّ الحاجة لعقد جلسات إضافية للانتهاء من درس الموازنة باسرع فرصة، إذ كان يفضل الانتهاء من درس الموازنة قبل حلول شهر رمضان.

ويتساءل الوجه النيابي الشاب قائلاً: ألم يكن من الأجدى تكليف وزير للخارجية كامل التفرغ لمتابعة أعمال هذه الوزارة السيادية، وإعطائها الاهمية التي تتطلبها في هذه الظروف الاقليمية والدولية البالغة الدقة، بدل تشتيت الجهود في الزواريب الضيقة للسياسة الداخلية؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يساوي إضراب مصرف لبنان 13 نيسان 1975؟… مرسال الترس

  2. ما هي نقاط ضعف التيار البرتقالي.. إزاء التشبث بالتفوق العددي؟… مرسال الترس

  3. باسيل والقاسم المشترك بين فرنجيه وجعجع!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal