تتميز طرابلس عن غيرها من المدن اللبنانية بمحافظتها عل عادات وتقاليد دينية وتراثية لا سيما خلال شهر رمضان، وهي تأمل ان تساعدها في ان تتحول الى عاصمة للثقافة الاسلامية او قبلة للساعين الى ممارسة الشعائر الدينية والتعرف على ما تختزنه من كنوز اثرية بعضها بدأ العمل على اعادة تاهيله.
فالمدينة التي تحتفل بشهر رمضان بكل تفاصيله، وتمارس عادات ربما اندثرت في مدن إسلامية اخرى، تستعد بعد صلاة ظهر يوم الجمعة للاحتفال بافتتاح غرفة ″الاثر الشريف″ في الجامع المنصوري الكبير، برعاية وحضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار والسفير التركي في لبنان حاقان تشاكيل، وذلك بعد اعادة تاهيلها من قبل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) عبر هبةٍ لترميمها وتنظيم زيارتها متحفياً بناءً لدراسة وضعها البروفسور خالد عمر تدمري، مع استحداث نظام مراقبة لكامل المسجد.
والأثر الشريف له رمزية خاصة عند ابناء المدينة، هو عبارة عن شعرة من لحية الرسول محمد، اهداها السلطان عبد الحميد الثاني الى أهالي طرابلس قبل نحو 120 عاما لمناسبة تأهيل المسجد التفاحي (المسجد الحميدي في الزاهرية حاليا) وقد أرسل الأثر الشريف في فرقاطة عسكرية، بقيادة قائد الاسطول العثماني الذي سلم الشعرة المباركة الى مفتي طرابلس آنذاك الشيخ حسين الجسر فوضعها على رأسه وسار بها في شوارع المدينة يحيط به المشايخ والعلماء ووالي طرابلس والأشراف والوجهاء، وقد استمرت المدينة في احتفالاتها بالهدية الشريفة سبعة أيام…
ولدى وضع الأثر الشريف في المسجد التفاحي تبين أنه موجود خارج أسوار المدينة، ويخشى على الأثر من السرقة، فتوافقت الآراء على وضعه في الجامع المنصوري الكبير كونه أكبر مساجد المدينة وفيه تقام كل الاحتفالات الرسمية، وقد تم بناء غرفة خاصة ألحقت بالمسجد، عرفت بغرفة الأثر الشريف وهي تستخدم على مدار السنة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة، ومن المفترض أن تساهم عملية الترميم في تنشيط هذه الغرفة وتنظيم دخول المؤمنين إليها، كما ستحتوي بعد التأهيل على آثار نبوية ولوحات إسلامية قديمة سيكشف عنها الدكتور خالد تدمري خلال الافتتاح.
مواضيع ذات صلة:
-
منشية طرابلس تتألق.. والشعار يُلهب وسط المدينة… عمر ابراهيم
-
حراس المدينة.. دور يتنامى مع تخلي الدولة عن مسؤولياتها… عمر ابراهيم
-
من يسيطر على اسواق طرابلس القديمة وعلى حساب من؟… عمر ابراهيم
