هل تفجّر مطرانية بيروت المارونية أزمة بين بعبدا وبكركي؟… مرسال الترس

ينعقد الشهر المقبل في بكركي مجمع الاساقفة الموارنة وعلى جدول أعماله موضوعات بالغة الاهمية تتمحور حول العديد من القضايا الاجتماعية والروحية المطروحة، ولكن المراقبين يتحدثون عن مشكلة تقض مضجع صاحب الصرح البطريرك بشارة الراعي منذ سنتين، وتتمثل بايجاد بديل لراعي ابرشية بيروت، بعدما تم تأجيل هذه الخطوة لحساسية الموقع بالتمديد، ولذلك لن يكون من السهل إزاحة ذلك القلق بـ ″البنادول الطبي″، بل يمكن أن يتطلب مسكنات سياسية أو روحية عالية التركيز، او ربما ذلك الدواء الخاص جداً الذي يتم تحضيره عادة في الفاتيكان!.

سنوياً وفي الاسبوع الاول من شهر حزيران ينعقد السينودس برئاسة البطريرك للتداول في الشؤون والشجون، ومنها على سبيل المثال هذه السنة: تعديل جغرافية بعض الابرشيات ولاسيما بيروت وانطلياس وصربا، إضافة الى بحث بعض الشؤون التربوية البالغة الدقة، لتليها في الاسبوع الثاني عملية ملء الشواغر في الابرشيات.

والملاحظ انه في السنة الحالية ليست هناك سوى أبرشية واحدة جاهزة لاستقبال وجه رعوي جديد ألا وهي أبرشية بيروت الممتازة، بعدما شهدت تمديدين لراعيها المطران بولس مطر (ربما هروباً من اختيار بديل غير مكتمل المواصفات) وهو الامر الذي تميزت به ولاية البطريرك بشارة الراعي الذي مددّ هذه السنة أيضاً لثلاثة مطارنة في أبرشيات طرابلس وصور وانطلياس ولسنة كاملة. وهو الامر الذي كان مستبعداً كلياً، على الأقل، في العقود الثلاثة الأخيرة.

فما هي الخيارات المطروحة لملء الفراغ في هذه الابرشية التي تمثل نقطة ثقل كونها أبرشية العاصمة، وتتمتع بميزات عدة لعل من أبسطها التفرد باقامة قداس عيد مار مارون الذي يشارك فيه سنوياً رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة؟.

المتداول حالياً وقبل اسبوعين فقط من انعقاد السينودس أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتمنى وصول راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون الى مطرانية بيروت، من خلال عملية نقل المهمات من ابرشية الى اخرى ويصار الى انتخاب خليفة له عن جبيل، وفي هذا السياق يتذكر المؤمنون كيف أن مجلس المطارنة في العام 1997 وفي ولاية البطريرك الراحل نصرالله صفير قد لبى رغبة رئيس الجمهورية الياس الهرواي في انتخاب المطران يوحنا فؤاد الحاج عن ابرشية طرابلس. مع التذكير بأن الاسماء المتداولة حينها لم تكن تلحظ ابن زحلة لتلك المهمة.

والمتداول أيضاً أن البطريرك الراعي يميل الى انتخاب النائب البطريركي العام المطران بولس عبد الساتر لهذه المهمة باعتباره ابن الابرشية وشغل عدة مسؤوليات فيها، كان ابرزها أنه عُيّن قيماً عاماً فيها ومن ثمّ نائباً أسقفياً لراعي الأبرشية في الشؤون الإدارية والماليّة. ولأن سيد بكركي يفضل عدم الخوض في نقل مطران من ابرشية الى اخرى لأنه بذلك سيفتح عليه باباً لا يمكن إغلاقه بسهولة. ولأن المعتمد في هذا المضمار هو أن الاسقف يجب ان يبقى في ابرشيته حتى تقاعده او وفاته، يتخوف البعض من بوادر أزمة بين بعبدا وبكركي ومن حجم الآثار التي ستخلفها، وكيف يمكن تجاوزها باقل الخسائر الممكنة؟ ومن أن تكون مدخلاً لتوتر جديد بين أبرز موقعين مارونيين إذا بقي كل طرف متمسكاً بطرحه، مع الملاحظة بأن العلاقة بين الطرفين ومنذ وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية قد مرت بفترات حساسة!

بعض المتابعين لدور الفاتيكان في الاسقفيات التابعة لسلطته لا يستبعدون أن يعمد الكرسي الرسولي  الى خطوة شبيهة بالتي حصلت عام 1986 مع انتخاب المطرانين خليل ابي نادر على ابرشية بيروت والمطران يوسف بشارة على أبرشية انطلياس، حيث حلّ السفير البابوي ضيفاً مفاجئاً على السينودس ليبلغه رغبة روما بذلك. مع التذكير بان السينودس يجري عملية الاقتراع على الاماكن الشاغرة ولا يتم الاعلان عن النتيجة لحين إرسال الاسماء الى الفاتيكان والموافقة عليها.  


مواضيع ذات صلة:

  1. هل هذه دولة الشهداء فعلاً؟… مرسال الترس

  2. ما هي نقاط ضعف التيار البرتقالي.. إزاء التشبث بالتفوق العددي؟… مرسال الترس

  3. باسيل والقاسم المشترك بين فرنجيه وجعجع!… مرسال الترس


Post Author: SafirAlChamal