حراس المدينة.. دور يتنامى مع تخلي الدولة عن مسؤولياتها… عمر ابراهيم

لا يخفى على أحد أهمية الدور الذي يقوم به ″حراس المدينة″ وهم مجموعة من الشبان المتطوعين الذين برزوا في الاونة الاخيرة كمدافعين عن طرابلس لا سيما بعد ازمة النفايات التي اجتاحت لبنان قبل سنوات وما رافقها من عمليات نقل نفايات من مكان الى اخر وكانوا الجهة غير الرسمية التي تصدت للشاحنات التي كانت تنقل نفايات الى طرابلس وترميها بطريقة عشوائية في المناطق غير المأهولة.

اليوم ومع تفجر ازمة النفايات في بعض اقضية الشمال لاسيما الكورة، زغرتا، بشري، الضنية والمنية، عاد المتطوعون بـ”ستراتهم الصفراء” لينتشروا في الطرقات وعند مداخل طرابلس، لمواجهة اية عمليات نقل نفايات الى المدينة وهم كانوا اوقفوا بعض الشاحنات التي كانت تنقل نفايات من قضاء الكورة على وجه الخصوص.

هذا الدور الذي ترحب به شريحة كبيرة من ابناء طرابلس، كون من يعملون على حراستهم هم شبان لا يتبعون لجهة سياسية او حزبية ويقتصر عملهم على الدفاع عن المدينة ومنع استباحتها، الا انه في الوقت نفسه يثير القلق وربما الخوف على حياة هؤلاء اولا وعلى دور الدولة والاجهزة المعنية في تولي هكذا مهام وتطبيق القانون على المخالفين من تجار النفايات والبلديات التي تتعاون معهم.

هذا الخوف نابع من وجود عشرات الشبان الذين ينتشرون في الطرقات ويعملون على ملاحقة الشاحنات التي تنقل النفايات، وغالبا ما يُخشى من حصول تصادم بينهم وبين السائق في ظل غياب اي جهاز امني عن مواكبتهم، وإنتشارهم وحدهم ليلا في الطرقات وارتفاع نسب امكانية  تعرضهم لاي اذى في حال رفض السائق الامتثال او حصل شجار معه وكان مسلحا.

من المؤكد ان هؤلاء الشبان المندفعين طوعا، لا يدركون ربما خطورة العمل الذي يقومون به، خصوصا ان اماكن تواجدهم في هذه الايام يتركز على طرقات بمحاذاة أقضية أخرى ذات لون طائفي واحد، ويُخشى من أن يستغل احدا هذا الوضع في ارتكاب اي اشكال معهم ودفع الامر الى منحى اخر، تتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى الدولة التي تقف متفرجة على مناطق يسعى من فيها الى حماية انفسهم بدلا من ان تتولى اجهزتها هذا الامر بكل شفافية وبعيدا عن المحسوبيات.

اليوم طرابلس وامنها الصحي والبيئي في عهدة هؤلاء المتطوعين، فهل تصل الامور مع الدولة الى التخلي عن مسؤولياتها تباعا ما يجعل مجموعات شبابية تبحث عن امنها الذاتي مستقبلا او تدفع كل مدينة او قرية الى البحث عن امن ذاتي طالما ان المعنيين منشغلين بامور اخرى بعيدة كل البعد عن مشاكل وهموم المواطنين.


مواضيع ذات صلة:

  1. من يسهل تجارة المفرقعات.. ولماذا تلصق هذه الظاهرة بشهر رمضان؟… عمر ابراهيم

  2. حرب خفية في المنية، لمن كلمة الفصل للسياسة او للعائلات والمصالح؟… عمر ابراهيم

  3. من يسيطر على اسواق طرابلس القديمة وعلى حساب من؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal