ما لا تعرفونه عن البطريرك صفير… حسناء سعادة

قلة من الناس ربما تعلم ان معظم الصور، التي يتم تداولها بشكل رسمي او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للبطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هي بعدسة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي وعلى مدى نحو ثلاث ساعات، التقط اجمل الصور للبطريرك السادس والسبعين في رحاب الصرح البطريركي الصيفي في الديمان.

وقلة من الناس ربما تعلم ان من كان على رأس كنيسة انطاكيا وسائر المشرق للموارنة، لربع قرن من الزمن، كان متقشفا في طعامه، معتمدا على خيرات الارض في الديمان صيفا وفي بكركي شتاء، مبتعدا عن الاسراف في الطعام والشراب وحتى الاسراف في الكلام رغم انه بشهادة كل من عرفه كان سيدا في البلاغة وباختصار العبارات وحسن اختيارها، وصاحب القفشة السياسية الساخرة والموجعة.

قلة من الناس ربما تعلم انه اتقن السير متكئا على عصاه في دروب الديمان الوعرة والسهلة وعلى طرق المشاة من الصرح الى قنوبين من دون تعب او كلل جادا في السير ومتقدما على من هم اصغر بكثير من سنواته العديدة.

قلة من الناس ربما تعلم ان البطريرك صفير وهو في سدة بطريركيته وفي عامه الثمانين تقريبا طلب من معاونيه مد خطوط انترنت في الصرح البطريركي وتدرب على اسس البحث والعمل على الشبكة العنكبوتية بمهارة نادرة.

قلة من الناس تعلم هذه التفاصيل البسيطة لمن اعطي له مجد لبنان، وانا من هذه القلة بحكم تغطيتي الاعلامية لنشاطات الصرح الصيفي اليومية على مدى اكثر من عشرين سنة حيث كنت وكما معظم اللبنانيين نترقب عظات الاحد التي تبدأ بالتوجيهات الدينية لتختتم بالسياسة وموقف غبطته من معظم القضايا لحقبات مصيرية من تاريخ الوطن.

في الديمان كانت ابواب الصرح مشرعة امام الاعلاميين وكنا نلتقيه بدردشة في اول يوم صيفي له في ربوع بلدة الديمان التي طالما احب والتي له في اعاليها نبع على اسمه، ونودعه مغادرا بدردشة قصيرة من بعد ان يكون احتفل بعيد ارتفاع الصليب موعد رجوعه الى الصرح الشتوي.

البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير مهما اختلفت الاراء والتوجهات، فقد حظي باحترام من يؤيده ومن لا يوافقه الرأي لثباته على مواقفه وعناده في الدفاع عن قناعاته ولعل اصدق تغريدة تصف هذا الحال هي تغريدة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي نعاه قائلا: “رحل اليوم رجل عظيم آمن بمبادئه حتى آخر لحظة ولم يتنازل يوما عن قناعاته”.


مواضيع ذات صلة:

  1. إهدن 2020 خطة رائدة وروزنامة زاخرة بالمواعيد… حسناء سعادة

  2. لقاء الصيفي.. لعدم إحتكار التمثيل المسيحي… حسناء سعادة

  3. لبنان بلد العجائب… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal