حمّود .. سأحفظ ذكراك

كَتَبَ : محمد عادل عوض

عندما تكون المصائب أكبر من طاقاتنا على الإستيعاب نكتفي بالتأمّل والتفكير في اللاشيء… 

عندما سمعتُ خبر وفاتك ″أبو حسن″ لم أُصدّق، ولم تعد تحملني رجلاي على الوقوف، ولساني على الكلام، وذهني على الاستيعاب. كررت السؤال مراراً: ″مات حمود″؟! علّ أحداً يسعفني باجابة ترضي محبتي لك، وحرصي عليك وأملي بعودتك الى النبي يوشع! لكنّ كلّ الإجابات كانت ضدّ آمالي، جميعهم أكدوا أنك قد رحلت، جميعهم مقتنعون أنّ هذا الوجه الأشقر الجميل، وتلك العينان البراقتان والابتسامة الجميلة لن نراها بعد اليوم إلا في بعض الصور التي نُخبئها، تلك الصور التي حملت أجمل أيام طفولتنا!!

كم كنت يا ″محمد″ تُشبه الناس في النبي يوشع، كم كنت منذ طفولتك ملتصقاً بهم رغم قدرتك على عيش حياة مرفهة في مكان ما من هذا العالم، لكنّك كنت تحبُّ الناس وتحب القرب منهم حتى حين سفرك، اذ قربت المسافات ومددت لهم يد العون بعد أن عجزت يدك السمراء عن مصافحتهم لبعد المسافة !!!

″محمد حلاق″ أدعوك إن كُنت تسمعني وللمرة الأخيرة أن توقن بأن حياتك هذه لم تكن قصيرة، وأنّ ذكراك سأحفظها… عهداً عليّ أمام الله وأُمّك ″ السيدة ليلى ″ وأخيك ″أحمد″ وروح ″والدك العميد″ أني سأحفظها حتى آخر يوم في عمري.

Post Author: SafirAlChamal