كرة القدم اللبنانية في خطر.. هل يُعقل أن تكون هذه الصورة من الملاعب؟… عزام ريفي

هذه الصورة ليست مأخوذة من مشهد عنف تمثيلي ″لبروسلي″ أو ″جاكي شان″ في فيلم قتالي، ولا صورة من مباراة كاراتيه أو مصارعة حرة، وليست صورة مركبة بواسطة برنامج ″الفوتوشوب″، بل هي صورة حقيقية تعكس واقعا مريرا، لمشجعين لفريقين مختلفين ضمن الدوري اللبناني لكرة القدم، وذلك خلال مباراة النجمة والأنصار، والتي انتهت بفوز الأخير (2-1)، وتأهله الى الدور نصف نهائي لبطولة كأس لبنان.

انتشرت هذه الصورة على مواقع التواصل الإجتماعي كالنار في الهشيم، والعجيب أنها نالت إعجاب الكثير من الناس أكثر من أن تزعجهم، حيث أشاروا الى أنها صورة تعكس فوز الأنصار على النجمة واصفين إياها بـ″الرائعة″، الأمر الذي يدل على خلل كبير، وصدع عميق، تعاني منهما كرة القدم اللبنانية، هذا بالإضافة الى انعدام الروح الرياضية، والأخلاق، وثقافة التشجيع واحترام الخصم لدى الجمهور اللبناني، فما الرائع في صورة أخذت أثناء مباراة كرة قدم بين شابين يتشاجران من أجل لعبة ونتيجة؟ وما الرائع في صورة تعكس مدى كمية العنف الذي يعشش في صدور اللبنانيين؟، وما الرائع في صورة تحمل الكثير من الألم، والجهل؟، وما الرائع في صورة تسيئ وتمس بكل مواطن لبناني؟، وما الرائع في صورة تعكس مدى قلة العقل التي يتمتع بها اللبناني؟.

هي صورة محزنة، لا تدل سوى على المظهر الفعلي والحقيقي للعبة كرة القدم في لبنان، التي جردت من جميع صفاتها كونها بالدرجة الأولى لعبة رياضية جماعية هدفها امتاع المشاهد لمدة 90 دقيقة والترفيه عنه، صورة مؤسفة تعكس المستوى المتردي الذي وصلت اليه اللعبة في لبنان، والتي لا تبشر لا بخير، ولا بتقدم، ولا بتطور، لا عن قريب ولا حتى في المستقبل البعيد.

يمكن القول أن كل ما يسعى اليه الإتحاد اللبناني لكرة القدم، وكل العمل والجهد اللذين يقوم بهما لمصلحة اللعبة وإيصالها الى مراحل متقدمة وتطويرها، يذهب هباء منثورا، أمام شناعة هذه الصورة، التي من المفترض أن تضع الإتحاد أمام في مسؤولياته، وأولها وضع حد لما يجري في مدرجات كرة القدم من زعرنات وشتائم على أنواعها، وصولاً الى التضارب والتراشق بالكراسي وعبوات المياه وغيرها، هذا بالإضافة لما تشهده المدرجات لشتى أنواع الأعمال البعيدة كل البعد عن الرياضة والأخلاق الرياضية، والتي لم تعد ملائمة لجميع المواطنين اللبنانيين خصوصاً النساء منهم والأولاد.

لا شك في أن وضع كرة القدم اللبنانية مؤسف ومرير، بمرارة هذه الصورة، واذا لم يتخذ الإتحاد اللبناني تدابير صارمة تجاه كل هذه الأعمال التي لا تمت الى الأخلاق، ولا الى الرياضة بصلة، فمستقبل كرة القدم سيكون في خطر كبير، خصوصا أن أي مباراة من شأنها أن تشعل فتيل فتنة قد تهدد السلم الأهلي، ومن يعلم قد تنذر بحرب أهلية وذلك فقط بسبب الجهل وغياب الوعي، وعدم تقبل بعض العقول الصغيرة لخسارة فريقهم.


مواضيع ذات صلة:

  1. ذنب فادي الخطيب الوحيد.. أنه لبناني… عزام ريفي

  2. التشجيع الرياضي ثقافة… تعكس صورة المجتمع… عزام ريفي

  3. لم لا ينظم الإتحاد اللبناني لكرة السلة ″ويك أند النجوم″ بنسخته الثالثة؟… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal