حرب خفية في المنية، لمن كلمة الفصل للسياسة او للعائلات والمصالح؟… عمر ابراهيم

بهدوء تام وبعيدا عن الإعلام أقله في الوقت الراهن، تدور حرب خفية داخل المنية وبين مكوناتها السياسية والعائلية، عنوانها من يتولى رئاسة البلدية للمرحلة الثانية المتبقية من عمر المجلس، وذلك بعد انقضاء المرحلة الاولى (ثلاث سنوات) والتي ترأسها ظافر زريقة، ضمن اتفاق ابرم حينها بين اعضاء المجلس وجهات سياسية راعية ويقوم على مبدأ المداورة في تولي الرئاسة، بينه وبين رئيس اتحاد بلديات المنية عماد مطر.

أقل من شهرين هي الفترة الزمنية التي تفصل مجلس بلدية المنية المكون من (21 عضوا) وحاليا  ( 19 عضوا) بعد استقالة النائب عثمان علم الدين وابطال عضوية نبراس علم الدين، عن اختيار من يمثله، اما بتجديد الثقة بالرئيس الحالي زريقة  او بطرحها واختيار شخص اخر، وعلى الأرجح عماد مطر في حال جرى الالتزام ببنود الاتفاق الذي يتم الحديث عنه ولم تحصل مفاجآت، لجهة تدخل المصالح والحسابات الشخصية على خط المعركة.

الجميع في المنية يحاول ابقاء الامور بعيدة عن التجاذبات السياسية، خصوصا وان المجلس يضم اعضاءا مؤيدين للنائب السابق كاظم الخير وغالبية محسوبة على تيار المستقبل، وان كان الرهان على عدم حصول تدخلات سياسية امر مستبعد، خصوصا وان كل من رئيس البلدية زريقة ورئيس الاتحاد مطر يدوران في فلك “المستقبل”، والذي يتردد انه كان الشاهد على الاتفاق الذي جرى فيه قراءة الفاتحة على نية الموافقة بنقل رئاسة البلدية بعد انقضاء المرحلة الاولى  الى مطر وتسليم رئاسة الاتحاد الى زريقة.

محاولات إبعاد السياسة عن معركة رئاسة البلدية قد يكون من ايجابياتها في حال نجحت، تجنب دخول اطراف اخرى على خط المعركة وهو النائب السابق الخير، والذي يلتزم حاليا مبدأ الحياد لافساح المجال امام المجلس البلدي للقيام بما يراه مناسبا، لكن في حال حصلت تدخلات سياسية فان ذلك سيدفعه حكما الى الدخول في خضم  العركة لاعتبارات تتعلق بموازين القوى في المنطقة، وهو الامر الذي من شأنه ان يصعب من حصول اجماع على اي رئيس في هكذا حالة، الامر الذي ينعكس سلبا على مسار عمل المجلس البلدي الذي لم يسجل له احداث نقلة نوعية كان يتمناها الجميع ولا يعول على ذلك مستقبلا وفق متابعين، لاسباب تتعلق بسياسة الحكومة مع هذه المدينة وعدم تامين المشاريع المطلوبة لها بما يساعد بلديتها على انجاز المطلوب.

الا ان من سلبيات ابعاد السياسة نقل المعركة الى جبهة اخرى، تدور المعارك فيها بين المكونات العائلية والعشائرية، والتي تتحكم الى حد كبير في مفاصل الاستحقاقات الانتخابية في المنطقة ولها تجارب سابقة في قلب الموازين وفرض الواقع الذي تراه مناسبا، خصوصا وان الجهة السياسية الاكثر تاثيرا في المنية على زريقة ومطر  ″المستقبل″ لا يبدو حتى اللحظة انها متحمسة للدخول كطرف بين ابناء البيت الواحد، او انها لم تعلن الموقف النهائي رغم كل ما يشاع.


مواضيع ذات صلة:

  1. من يسيطر على اسواق طرابلس القديمة وعلى حساب من؟… عمر ابراهيم

  2. ماذا وراء ازمة نفايات المنية، وماذا يخطط للمنطقة في المدى البعيد؟… عمر ابراهيم

  3. النكايات السياسية تغرق الضنية بالنفايات.. من يحمي الكسارات؟… عمر ابراهيم


Post Author: SafirAlChamal