طرابلس عشية شهر الصوم .. كيف بدت وماذا يخشى اهلها؟… عمر ابراهيم

يأتي شهر رمضان على اللبنانيين عموما وأبناء طرابلس والشمال خصوصا مثقلا بهموم اقتصادية ومعيشية صعبة، مع انعدام الامل بتحسن الاحوال في الوقت الراهن بسبب تخبط السياسيين في مشاكلهم وعدم تقديم الحلول المطلوبة لانقاذ الوضع الاقتصادي الذي بدأ يستهدف ما تبقى من الطبقة الوسطى ويزيد من نسبة الفقراء ويرفع من حجم البطالة لا سيما في العاصمة الثانية طرابلس، التي تضم عشرات الاف الفقراء من النازحين السوريين والوافدين من الارياف. 

لم يعتد اللبنانيون ظروفا صعبة كتلك التي يمر بها بلدهم، وربما يساهم شهر رمضان في تسليط الضوء على حالات اجتماعية وعلى ضائقة اقتصادية كبيرة تجسدت بعض ملامحها عشية بدء شهر الصوم، حيث بدت الحركة في الشوارع الرئيسية في طرابلس تحديدا شبه عادية مقارنة بالسنوات الماضية، رغم محاولات اضفاء اجواء رمضان من خلال عمليات تزين بعض الساحات والطرقات الرئيسية ورفع اللافتات المرحبة بقدوم الشهر والداعية الى الالتزام باخلاقيات الصائم.

مشاهد كثيرة غابت كانت تسبق قدوم الشهر الفضيل وربما لمسها التجار اكثر من غيرهم، فضلا عن غياب مظاهر اخرى في المناطق الشعبية لجهة الزينة التي كانت ترفع في بعض شوارعها وعلى شرفات المنازل، ما يعكس حجم الضائقة التي يخشى من تفاقمها في الايام المقبلة مع هاجس ارتفاع الاسعار الذي يتحول الى كابوس على الفقراء خلال هذا الشهر.

ويمكن القول ان انشغال بلديتي طرابلس والميناء في مشاكلهم، وانكفاء معظم القيادات السياسية عن تقديم المساعدات المالية لتزين الشوارع، كلها أمور ساهمت في تغييب مشهد رمضان عن طرابلس، التي بدت أمس تعيش أيام السنة العادية، مع تدني منسوب الامل بتحسن الاحوال او بحصول معجزة تنعش هذه المدينة وتخفف من الاعباء الكبيرة الملقاة على عاتق المقيمين فيها.

لا تبدو طرابلس حتى الساعة قد دخلت في أجواء هذا الشهر، وربما هذا ما يجعل الجميع في حالة انتظار، وهذا الأمر ينسحب على تجار المدينة وأصحاب المطاعم والمقاهي، والذين اعتادوا على نشر الإعلانات عن برامجهم الرمضانية المترافقة مع مآدب الإفطار او السحور.

في شوارع المدينة الرئيسية ربما تسببت الحفر وورش تاهيل الطرقات في إحداث زحمة السير غير مجدية، وهو أمر يثير استياء الطرابلسيين الذين يعتبرون ذلك وجها من أوجه الإهمال والاستخفاف بالمدينة وسكانها خصوصا مع قدوم شهر رمضان، حيث ما تزال الشركات المتعهدة تقوم بقطع المزيد من هذه الطرقات بشكل شبه يومي، وسط دعوات بضرورة الاسراع في انهاء هذه المشاريع لا سيما تلك المؤدية الى عمق المدينة القديمة ونشر المزيد من عناصر الامن والشرطة البلدية لتامين حركة الدخول والخروج منها وضبط الامن، كونها تعتبر الركيزة الاساسية التي يعول عليها الفقراء لتامين قوت يومهم من حركة الزوار الذين يتوافدون اليها خلال هذا الشهر للتبضع او لمشاهدة معالمها الاثرية، وهي رغم حرمانها الا انها تعتبر من اهم ما يميز طرابلس عن باقي المدن اللبنانية.


مواضيع ذات صلة:

  1. أهالي مقاتلي داعش يشكرون اللواء ابراهيم: أين المشايخ الذين حرضوا أولادنا؟… عمر ابراهيم

  2. اي مصير ينتظر لبنان.. وماذا عن الحكومة؟… عمر ابراهيم 

  3. طرابلس: فوضى ومظاهر سلبية.. ومجلس الانماء والاعمار يستبيح المدينة… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal