بعد سامي زيني مقتل زكريا يوسف صدما.. الى متى سيبقى القتلة يفرّون الى جهات مجهولة؟… غسان ريفي

لم يمض إسبوع على مقتل الشاب سامي زيني صدما بسيارة آثمة يقودها سائق متهور عديم الانسانية تركه يتخبط بدمائه وفر الى جهة مجهولة، حتى أقدم سائق آخر من نفس ″الطينة″ السيئة المجرمة على صدم الرقيب في قوى الأمن الداخلي زكريا يوسف على أوتوستراد البالما عند مدخل طرابلس الجنوبي، وفرّ أيضا الى جهة مجهولة من دون أن يفكر في إنقاذ ضحيته الذي غرق بدمائه الى أن فارق الحياة فنُقل جثة هامدة بواسطة الصليب الأحمر الى المستشفى الاسلامي في طرابلس.

جريمتان موصوفتان شهدتهما طرابلس خلال إسبوع، خلفت وراءهما عائلتين مفجوعتين، لم تعرفا كيف ولماذا ومن قتل إبنيهما، في حين ما يزال القاتلان مجهولان، بعدما توارى كل منهما عن الأنظار، ولم تفلح الأجهزة الأمنية المعنية لا في معرفة هوية القاتل الأول والقبض عليه وتقديمه الى محاكمة الحق العام، ولا يبدو أنها ستتمكن من كشف هوية القاتل الثاني الذي إستغل الظلام الذي يخيم على الأوتوستراد وفر الى جهة مجهولة من دون أن ترصده الكاميرات وهي قليلة جدا، وهي في حال وُجدت فإنها غير قادرة على إظهار ملامح السيارة أو رقم لوحتها بفعل غياب الانارة.

تقول مصادر أمنية أنها حاولت رصد السيارة القاتلة بعد صدم الرقيب المغدور زكريا يوسف مساء أمس، لكنها لم تتمكن من تحديد أية ملامح لها أو للوحتها، ما يجعل كشف هوية اللص القاتل أمرا صعبا للغاية، في وقت لا يبدو أن لديه من الأخلاق والضمير ما يمكن أن يدفعه الى تسليم نفسه للأجهزة الأمنية.

هذا الواقع المأساوي يشير الى أن الحرمان الذي تعاني منه طرابلس على أكثر من صعيد لم يعد يقتصر على الانماء أو المشاريع أو فرص العمل فحسب، بل أصبح يقتل أبناء المدينة تحت جنح الظلام، من دون حسيب ولا رقيب، فهل يعقل أن  يكون الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالبترون من دون إنارة دائمة؟، وهل يوجد في لبنان أوتوستراد بهذه الأهمية في لبنان من دون إنارة وتخطيط وتغزوه الحفر كما هو حال أوتوستراد طرابلس، حتى أطلق على منعطف البالما أوتوستراد الموت الذي قتل وما زال يقتل المواطنين صدما أو بحوادث سير؟، ثم أين كاميرات المراقبة التي من المفترض أن تنتشر على طول الأوتوستراد أو في الشوارع الداخلية؟، وأين دور البلديات المعنية في ذلك؟.

غياب الكاميرات حالت دون كشف قاتل سامي زيني، وهي تحول اليوم دون كشف قاتل الرقيب زكريا يوسف، وربما تحول أيضا دون كشف عدد آخر من القتلة الذي يصدمون الناس بسياراتهم متحصنين بزجاج داكن، أو بنفوذ جهة سياسية أو أمنية، أو بإهمال يخيم على الطرقات.

لا شك في أن مقتل سامي وزكريا من المفترض أن يكون ناقوس خطر يُقرع بقوة، وأن يدفع الدولة مجتمعة الى إعلان حالة طوارئ تتضمن تأهيلا سريعا للطرقات والأوتوسترادات، وخوصا أوتوستراد طرابلس سواء على صعيد تأمين الانارة وإغلاق الحفر، ونشر الكاميرات، قبل أن نجد عداد الضحايا يرتفع ويزداد من دون توقف، خصوصا أنه لو تم إكتشاف قاتل سامي زيني، ربما لم يجرؤ قاتل الرقيب زكريا على الهرب مخلفا وراءه فاجعة جديدة.


مواضيع ذات صلة:

  1. قاتله لا يزال طليقا.. سامي زيني ضحية الفوضى وإنتهاك القوانين… غسان ريفي

  2. هكذا تحررت طرابلس من الفرنجة الصليبيين قبل 730 عاما… غسان ريفي

  3. هل ستؤدي تصريحات ديما جمالي الى الطعن بنيابتها مجددا؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal