لم تنته معاناة عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) المحتجزين لدى المجموعات الكردية في سوريا بعد، حيث ما تزال هذه القضية تراوح مكانها رغم الجهود المضنية التي يبذلها الامن العام اللبناني واسفرت قبل فترة عن استعادة ثلاث نساء وتسعة اطفال هم افراد عائلات مقاتلين لبنانيين في صفوف التنظيم.
غموض كبير كان يلف مصير تلك العائلات، قبل أن تتضح بعض ملامح هذه القضية مع تأكيد وجود نحو 25 امرأة لبنانية ومعهم عشرات الاطفال داخل مخيم الهول الذي تسيطر عليه مجموعات مسلحة كردية، في حين ما يزال مصير آخرين مجهولا ومعهم المقاتلين الذين لا يعرف اهاليهم ان كانوا قتلوا او اعتقلوا او فروا الى مكان اخر بعد سقوط اخر معاقل التنظيم في منطقة الباغوز، ولكن الهم الاكبر بالنسبة لتلك العائلات في لبنان اليوم هو استعادة نساء اولادهم واطفالهم وتحريرهم من ايدي المجموعات الكردية، وفق ما يطالبون.
قلق كبير يسيطر على عائلات المقاتلين في لبنان ولا سيما في طرابلس حيث العدد الاكبر من النساء والاطفال هم من المدينة وضواحيها، ويتضاعف هذا القلق تدريجيا مع المعلومات عن تدهور أوضاع النساء والاطفال الصحية، ومن بينهم الطفلة لين الايعالي (8 سنوات) التي قتل والدها ونجت مع امها وشقيقتيها، وهي تعاني من اصابة ولم يتم معالجتها، على غرار حالات كثيرة عن اصابات وامراض تبلغت بها عائلاتهم في لبنان.
ووفق المعلومات فان معظم النساء والاطفال القي القبض عليهم بعد خروجهم من منطقة الباغوز من قبل ميلشيات كردية او من قبل الجيش الاميركي الذي احتجزهم لفترة قبل ان يسلمهم الى ميلشيات كردية في مخيم الهول.
العائلات بدأت قبل فترة تحركات على خط الامن العام اللبناني وعملوا جاهدين على توثيق عدد النساء والاطفال المحتجزين في مخيم الهول، وقد لمس الاهالي تجاوبا من الامن العام الذي وعد باستكمال العمل على اعادة تلك العائلات، الا ان ذلك لم يمنع الاهالي من اطلاق اولى تحركاتهم الميدانية ظهر غد الجمعة امام سراي طرابلس، بهدف لفت نظر المنظمات الدولية والراي العام الى هذه القضية “الانسانية”.
مواضيع ذات صلة:
-
اي مصير ينتظر لبنان.. وماذا عن الحكومة؟… عمر ابراهيم
-
ماذا وراء ازمة نفايات المنية، وماذا يخطط للمنطقة في المدى البعيد؟… عمر ابراهيم
-
طرابلس: فوضى ومظاهر سلبية.. ومجلس الانماء والاعمار يستبيح المدينة… عمر ابراهيم
