الضنّية بعد شهر على أزمة النّفايات: مكانك راوح… عبد الكافي الصمد

عندما أقفل مكب عدوي للنفايات، مطلع شهر نيسان الجاري، أبوابه أمام بلديات قضاء المنية ـ الضنية وبلديات أقضية شمالية أخرى كانت ترمي نفاياتها فيه، أعلنت بعض البلديات أن إقفال المكب سيكون مؤقتاً ولفترة تتراوح بين 10 أيام وأسبوعين، وطلبت من المواطنين الإقتصاد في النفايات، وعدم رميها في الحاويات خلال هذه الفترة، منعاً لتراكمها، بانتظار إعادة فتح المكب مجدّداً.

لكن مع مرور الأيام تبين أن أزمة النفايات ستطول، وأن أبواب مكب نفايات عدوي لن يفتح خلال وقت قريب، وأن 3 عوائق رئيسية تمنع ذلك: الأول عدم قدرة المكب على استقبال مزيد من النفايات، وهو ما أكّده المشرفون عليه، والثاني تأخر البلديات في دفع متوجبات عليها إلى إدارة المكب والتي وصلت إلى 700 مليون ليرة، والثالث بروز إعتراضات من أهالي عدوي والجوار على المكب لما يسببه لهم من روائح كريهة وتداعيات سلبية بيئية وصحية.

خلال هذه الفترة حاولت بلديات الضنية إيجاد حلّ لأزمة النفايات التي بدأت تتراكم في شوارع البلدات والقرى، من غير أن تفلح في ذلك، رافقها إرتفاع صرخة المواطنين من تداعياتها على المنطقة وهي على أبواب فصل الصيف، ما سيهدد موسم الإصطياف الذي تستعد لاستقباله.

فاتحاد بلديات الضنية الذي حاول إيجاد مكب بديل لمدة شهرين في منطقة جيرون، قوبل سعيه برفض أهالي المنطقة ذلك، وسط تحريض جهات سياسية للأهالي على التحرّك من غير طرح أي خيار آخر بديل، برغم أن هذا الخيار كان مؤقتاً، بانتظار بدء العمل بمركز معالجة النفايات الكائن في بلدة عزقي، والذي تقوم جهات مانحة خارجية بإعداده، تمهيداً لبدء العمل به خلال فترة أشهر قليلة.

إنسداد أفق حل أزمة النفايات دفع كل بلدية على حدة إلى إيجاد مخرج معين لأزمتها ضمن الإمكانات القليلة المتوافرة لديها، مثل جمع النفايات في مكان معين ضمن النطاق العقاري لكل بلدة بشكل مؤقت، أو وضع النفايات في أكياس كبيرة وربطها جيداً بهدف منع الكلاب والقطط والقوارض والحشرات من العبث بها إلى حين إيجاد حلّ، أو رشّ المبيدات عليها بعد ظهور حشرات وقوارض كثيرة في محيطها كانت محل شكوى الأهالي، أو رميها عشوائياً في بعض الأماكن، مثل الأودية وقرب مجاري الأنهر وفي الأماكن النائية، وهو أمر له تداعياته السلبية الخطيرة بيئياً وصحياً على المدى القريب قبل البعيد، خصوصاً بعدما بدأت مكبات النفايات العشوائية هذه تشهد قيام مجهولين بإحراقها والتسبّب بأضرار بيئية وصحية خطيرة.

وفي حين تعثرت كل مساعي الحلّ لإيجاد مكبّات صغيرة في المنطقة تستخدمها كل بضع بلديات من أجل رمي نفاياتها فيها، لأسباب مختلفة، تتجه الأنظار اليوم إلى الإجتماع الذي سيعقد عصراً في سرايا طرابلس بدعوة من محافظ الشمال رمزي نهرا، والذي سيحضره رؤساء إتحادات البلديات في الضنية والمنية والأقضية الشمالية الأخرى، للبحث في أزمة النفايات، فهل سيخرج الدخان الأبيض من هذا الإجتماع، وهل هناك حلول عملية للأزمة، أم أن تراكم النفايات في شوارع الأقضية الشمالية سيكون الحدث الرئيسي هذا الصيف، مع ما يحمله ذلك من مخاطر على كل الصعد؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. سدّ بريصا: هل يمنع الكويتيون رمي ملايين دولاراتهم في سدّ مبخوش؟… عبد الكافي الصمد

  2. بعد مرسوم عائدات البلديات هل يُقدم عون على خطوة تصحيحة جديدة؟… عبد الكافي الصمد

  3. أزمة نفايات الضنّية تتفاعل.. وجهات سياسية تعرقل مكبّ جيرون… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal