طرابلس: فوضى ومظاهر سلبية.. ومجلس الانماء والاعمار يستبيح المدينة… عمر ابراهيم

تتجلى بشكل واضح مظاهر الحرمان والاهمال في طرابلس، وتتضح الصورة اكثر خلال التجوال في شوارع المدينة لا سيما القديمة منها حيث يغيب عنها اي شكل من أشكال التنظيم وتجتاحها الفوضى على نحو مريب، وسط غياب الجهات المعنية في الدولة والبلدية عن القيام بالحد الادنى من المطلوب، خصوصا أن المدينة تستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك.

في طرابلس بات الحديث عن الحرمان والاهمال الخبز اليومي للاهالي الذين ضاقوا ذرعا من الوعود التي تغدق عليهم من قبل السياسيين ومن عدم الاستجابة لمطالبهم من قبل البلدية ومجلس الانماء والاعمار الذي ″خرّبت مشاريعه″ المدينة وعطلت اشغال المواطنين بسبب عدم التزام المتعهدين بدفاتر الشروط لجهة موعد انتهاء كل مشروع، بالاضافة الى سوء التنفيذ بحسب الكثير من المراقبين.

واقع الحال في طرابلس لا يقتصر على سوء تنفيذ مشاريع البنى التحتية وطول امد العمل فيها، بل يتعدى ذلك الى غياب عناصر قوى الامن الداخلي وشرطة البلدية عن مواكبة معظم المشاريع وتنظيم السير خلال اعمال الحفر وقطع الطرقات، حيث لا لم يعد يشاهد العناصر الامنية الا خلال قمع المخالفات وتسطير محاضر الضبط.

كثيرة هي المشاكل التي يعاني منها ابناء طرابلس ولم تنفع كل المناشدات في حلها منها ظاهرة انعدام النظافة في الاسواق بسبب تقصير الجهات المعنية من جهة ونتيجة غياب الوعي لدى الاهالي من جهة ثانية، فضلا عن التعديات على الاملاك العامة في الاسواق القديمة لا سيما منطقة جسر ابو علي، حيث يحتل اصحاب بعض المحلات الارصفة لعرض السجاد والكراسي وتنتشر العربات والبسطات المخالفة والمدعومة سياسيا وامنيا، وتترك العوائق الباطونية لتزيد من ازمة السير، في منطقة صرفت عليها عشرات ملايين الدولارات من اجل تنفيذ مشروع الارث الثقافي الفاشل بنظر الكثيرين والذي يعتبرونه “بمثابة خراب للمناطق الاثرية في المدينة.

واذا كانت معظم تلك المشاكل مستحيل معالجتها او يتعذر العمل عليها، فان هناك مشاكل اخرى لا تكلف خزينة البلدية اية اموال وهي ظاهرة انتشار الابقار في الشوارع والتي تسيء الى المشهد العام، وتهدد السيارات والمارة، فضلا عن تجمعها على مستوعبات النفايات التي تفرّغ على الأرض بكاملها بشكل يسيء الى البيئة والنظافة العامة.

واللافت أن كل القرارات التي أصدرتها البلديات المتعاقبة، وآخرها البلدية الحالية حول ردع الأبقار الشاردة عن التجول في الشوارع لم تجد نفعا، علما أن الأبقار كانت تسرح في السابق في منطقتيّ أبي سمراء والقبة كونهما يضمان كثيرا من الوافدين من قرى عكار والضنية والذين ينقلون معهم ماشيتهم من غنم وأبقار الى أماكن سكنهم، واللافت كان ما تناقلته بالامس صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن انتشار الجمال في منطقة ابي سمراء لتنضم الى قطيع الابقار والكلاب الشاردة، ما دفع البعض الى التعليق اهلا بكم في السعودية.


مواضيع ذات صلة:

  1. النكايات السياسية تغرق الضنية بالنفايات.. من يحمي الكسارات؟… عمر ابراهيم

  2. خطر يتهدد لبنان.. هل تنجح الدولة في احتوائه؟… عمر ابراهيم

  3. ميناء طرابلس: كيف كانت حركة الانتخابات ما قبل الظهر؟… عمر ابراهيم


Post Author: SafirAlChamal