هل ستؤدي تصريحات ديما جمالي الى الطعن بنيابتها مجددا؟… غسان ريفي

فتحت تصريحات النائب ديما جمالي لبرنامج ″حكي ع المكشوف″ الذي يعرض على شاشة ″أو تي في″ الباب أمام المرشحين المنافسين لتقديم طعن جديد بنيابتها الى المجلس الدستوري، بعدما أكدت صراحة أن ″العملية الانتخابية في طرابلس شهدت دفع أموال للناخبين لحثهم على التصويت لها ما أدى الى رفع نسبة الاقتراع بين الساعة الثالثة بعد الظهر والسابعة مساء موعد إقفال صناديق الاقتراع″.

ما ساقته جمالي في مقابلتها، حرّك الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات التي دانت في بيان لها تصريحاتها، معتبرة أنها ″تستخف بالمواطنين والرأي العام وبالأجهزة القضائية”، خصوصا أن التقديمات المالية للناخبين خلال فترة الانتخابات هي من الأعمال المحظورة في قانون الانتخابات وتعتبر بمثابة جرم الرشوة الذي يعاقب عليه قانون العقوبات: م.62 و م.65 من قانون الانتخابات″.

كما إستنكرت الجمعية هذه التصريحات معتبرة أن الحلقة التلفزيونية هي بمثابة إخبار للأجهزة القضائية المختصة، مطالبة المعنيين بالتحرك والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة.

لم يعد خافيا على أحد، أن إطلالات ديما جمالي الاعلامية تؤدي الى توريط تيار المستقبل بشكل عام بأزمات عدة لدرجة أنها باتت تشكل عبئا على الكتلة الزرقاء، كما تؤدي الى إحراج الرئيس سعد الحريري شخصيا لا سيما أمام قيادات طرابلس الذين دعموا توجهاته ووقفوا الى جانبها بالرغم من معارضة قواعدهم الشعبية لها.

لا شك في أن ديما جمالي تمكنت من تجاوز الكثير من الأفخاخ التي نصبتها لها مقدمة البرنامج، وبدت منسجمة مع عادات وتقاليد وأفكار طرابلس وأهلها بما يتعلق بكثير من الأمور والقضايا، لكنها لم تصمد أمام سيل الأسئلة الضاغطة، فسقطت في بعض الاجابات التي أساءت فيها الى أبناء مدينتها، لجهة إظهارهم بأنهم فئة معدمة يُقبلون يدها وهي توزع المساعدات عليهم وهي لا تحب أن يقوم أحد بتقيبل يديها، في وقت تناست فيه جمالي أن الطرابلسيين ربما يكونوا فقراء لكن لديهم من الكبرياء وعزة النفس والعنفوان ما يغطي مساحة الوطن بكاملها.

كما تحدثت جمالي بـنرجسية فاقعة عن نفسها، أساءت فيها الى الجميع من مجلس النواب الى المناطق الشعبية في طرابلس التي فتش أهلها عن الانجازات الكثيرة التي تحدثت عنها، فلم يجدوا شيئا، ليعودوا الى واقعهم الذي يعانون فيه الأمرين على كل صعيد.

ولم يسلم القضاء اللبناني من هذه الاساءات حيث عبرت صراحة أنها لا تثق بالقضاء، وطرحت سلسلة علامات إستفهام حول المجلس الدستوري، لتناقض نفسها بالتأكيد بأن الطعن جاء لصالحها.

لم تتوان جمالي عن التقليل من حجم الدعم الذي وفرته لها القيادات الطرابلسية لمصلحة تيارها الى درجة الجحود، فأشارت الى أن تيار المستقبل أعطاها 14 ألف صوت، بينما أعطاها سائر الحلفاء مجتمعين أقل من 6 آلاف صوت، وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع وعن الجهد الذي بذله الحلفاء، في حين تجاهلت النائب محمد كبارة الذي لم تأت على ذكره من بين الداعمين، ما أثار غضب أنصاره الذين وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي مساحة للرد عليها.

يرى كثير من المتابعين أن ديما جمالي في برنامج حكي ع المكشوف كشفت عن ضعف كبير في السياسة وفي وزنها للأمور وإعطاء كل ذي حق حقه وهو أمر بات معروفا، كما أن بعض كلامها أساءت فيه لنفسها ولتيارها قبل أن تسيء الى الآخرين، وهي بالتالي قدمت لمنافسيها وعلى طبق من ذهب فرصة تقديم طعن جديد بنيابتها، إنطلاقا من إعترافها بتقديم رشوة إنتخابية إستنكرتها وأدانتها ووثّقتها الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات التي من المفترض أن تتحرك الأجهزة المعنية بناء لتوصيتها.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تصل العلاقة بين عون والحريري الى طريق مسدود؟… غسان ريفي

  2. هل وصلت رسالة طرابلس الى تيار المستقبل؟… غسان ريفي

  3. إنتخابات طرابلس.. دعم الحلفاء يُخرج ″المستقبل″ من ″الانعاش″ السياسي… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal