تعاون وتنسيق بين المردة والكتائب.. فتش عن باسيل… غسان ريفي

يتابع تيار المردة سياسة الانفتاح على مختلف التيارات السياسية في لبنان لا سيما المسيحية منها بغض النظر عن المواقف والتوجهات، وذلك بهدف إيجاد تكتل مسيحي قادر على مواجهة التحديات في ظل ما يعتبره المردة وغيره سياسة التفرد والتهميش التي يمارسها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، والتي يبدو أن الجميع على الساحة المسيحية باتوا متضررين منها.

سياسة المردة الانفتاحية تُرجمت بالمصالحة التاريخية مع القوات اللبنانية وطيّ أربعين سنة من العداوة بين الطرفين على خلفية مجزرة إهدن، وهي مستمرة وتترجم باجتماعات تنسيقية دورية وفق قاعدة: ″نتعاون في ما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما نختلف فيه″، وعلى هذا الأساس أكد النائب السابق سليمان فرنجية أن ″المصالحة مع القوات لن تعود الى الوراء وأن التعاون سيبقى مستمرا″.

بالأمس تجاوز فرنجية اللقاءات الروتينية العائلية التي كانت تجمعه دوريا مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الى اجتماع سياسي موسع عقد في مقر الكتائب في الصيفي على مستوى قيادة المردة والتكتل الوطني المستقل، وقيادة حزب الكتائب نوابا ومسؤولين، وذلك للتوافق على خطوط عريضة بغض النظر عن الخلاف السياسي، والوصول الى قواسم مشتركة حيال الاستحقاقات المقبلة، والأزمات التي تشهدها البلاد وكيفية تعاطي السلطة السياسية معها، خصوصا أن الكتائب اليوم في موقع المعارضة، بينما إعتبر فرنجية أن المردة نصف معارضة ونصف موالاة، ما دفع الجميل الى ممازحته بالقول عم نفتش كيف بدنا نجرك على المعارضة الكاملة.

يمكن القول إن تيار المردة بدأ ينزعج فعليا من السلوك السياسي للوزير جبران باسيل الذي يسعى بحسب كثير من المتابعين الى تهميش كل خصومه المسيحيين من خلال إستقوائه بالسلطة، وهو بدأ مؤخرا بمد يده الى صحن المردة في معقله زغرتا من خلال التحالف مع النائب ميشال معوض، والاستفادة من الحرد السياسي للنائب السابق سليم كرم، فضلا عن البروباغندا وتقديم الخدمات والتوظيفات لأبناء المنطقة بهدف تعزيز حضور التيار على حساب المردة، وهو أمر ما يزال صعبا على باسيل خصوصا أن أرضية المردة في زغرتا صلبة وأن ما بين الزغرتاويين وسليمان فرنجية لا يمكن لأي كان أن يدخل عليه أو أن يزعزع الثقة القائمة بينهم.

ولا شك في أن فرنجية يجد أن التقارب والتفاهم مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب من شأنه أن يشكل تكتلا مسيحيا أمام سلوك باسيل الالغائي، خصوصا أن نظرة فرنجية تتوافق مع نظرة الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل تجاه باسيل، فالأول عانى الأمرين من خرق تفاهم معراب، ومحاولة باسيل خلال تشكيل الحكومة إحراج القوات لاخراجها، فضلا عن السعي لتهميشها باضعاف تمثيلها، أما الثاني فهو في موقع المعارض الشرس لسياسة الحكومة عموما ولسلوك باسيل بشكل خاص، ما يجعل القادة الثلاثة يجتمعون على هدف واحد هو مواجهة باسيل ومنعه من التفرد بالساحة المسيحية وإتخاذ القرارات بمنأى عن شركائه فيها.

اللافت في إجتماع المردة والكتائب ما تم تسريبه بأن رئاسة الجمهورية المقبلة كانت طبقا رئيسيا على طاولة الحوار، وهو أمر( بحسب المعلومات) يتم بحثه دوريا في الاجتماعات التي تحصل بين المردة والقوات، الأمر الذي من شأنه أن يقلق باسيل الذي يعلم تماما أن ما تبحثه التيارات المسيحية الثلاث هو كيفية قطع طريق قصر بعبدا عليه، ما سيضعه أمام مفترق طرق، فإما أن يتراجع تكتيكيا ويعيد وصل ما إنقطع مع شركائه في الساحة المسيحية، أو أن يستمر في المواجهة، ما يؤشر الى معركة سياسية ـ مسيحية ستكون ضارية جدا من الآن الى أن يحين موعد الاستحقاق الرئاسي.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تصل العلاقة بين عون والحريري الى طريق مسدود؟… غسان ريفي

  2. الامن العام يستعيد لبنانيين كانا موقوفين لدى النظام والجيش الحر… غسان ريفي

  3. كيف تعاطى الحريري مع قانون إنشاء منطقة إقتصادية في البترون وصور في مجلس النواب؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal