طرابلس مستهدفة.. مشاريعها فوضوية وبلديتها عصفورية

خاص ـ سفير الشمال

أربع سنوات وأكثر ومشروع تأهيل شبكات الصرف الصحي ومياه الأمطار في منطقة بولفار طرابلس لا يزال قائماً…

أربع سنوات وأكثر ومسلسل تعطيل المؤسسات والمحلات التجارية المتواجدة على طول البولفار الممتد من منطقة ساحة عبد الحميد كرامي وصولاً الى البحصاص لا يزال سائداً…

أربع سنوات ومعاناة السكان في منطقة البولفار والسيارات والمارة باعتبار الطريق هي المدخل الأساس للعاصمة الثانية طرابلس، لا تزال تتصاعد فصولاً ولم تشكل حتى الساعة ″مادة دسمة″ للاعتراض، هي فقط صرخات تصدح عبر شبكات التواصل الاجتماعي وصفحات الفايسبوك وهذا ما اعتاد عليه المواطن حينما اختار ″أضعف الايمان″ في مواجهته لأشرس المعارك التي يتعرض لها.

أمام ما يجري في المدينة، تسقط كل الأقنعة وتسقط معها كل الشائعات التي يروجها السياسي سيما خلال الفترة التي تسبق الانتخابات سواء النيابية أو البلدية، فيطلق البرامج والوعود بمشاريع انمائية بالفعل لا يمكن لمدينة طرابلس أن تتجرأ وتحلم بها، فاذا بالمواطن يصطدم بمشروع يستمر لسنوات طويلة بحيث تبدأ أعمال الحفريات وتستمر لأشهر طويلة وتتخطى المهل المعطاة لها من قبل بلدية طرابلس المعنية فقط بمنح الأذونات بمباشرة الأعمال وما عدا ذلك لا علاقة لها بالأمر بل مجلس الانماء والاعمار، والذي حسبما يبدو فان تاريخه ″العريق في أعمال الحفريات العائدة لطرابلس″ تشهد له على الاهمال والفوضى المستشرية خلال تنفيذه للمشاريع، وبدلاً من أن يقف على رأي المدينة بالمشاريع التي ينفذها نجده يطلق التهم الجذاف على لسان المتعهدين والذين يشيرون بأصابع الاتهام للأهالي الذين يعارضون أي مشروع يهدف الى النهوض بمدينتهم، فيظهر المواطن بمظهر المعادي للتطور، لذا يلجأ للسكوت ظناً منه بأنه يخدم المصلحة العامة، فينتظر ويطول انتظاره.

ومؤخراً، بدأت الدلائل كلها تشير على قرب موعد انتهاء الأعمال في منطقة البولفار، و″تعشم″ القاطن والتاجر والزائر خيراً، وما هي الا برهة حتى يصطدم الناس بقطع الطرقات المؤدية الى منطقة البولفار أمام كل السيارات سواء القادمة من مدخل طرابلس لجهة البحصاص، أو تلك القادمة من منطقة أبي سمراء، فاذا بحركة السير تتوقف بالكامل داخل شوارع الخناق وباب الرمل وصولاً حتى ساحة كرامي، في الوقت الذي لم يلحظ فيه أي وجود للقوى الأمنية المكلفة بتنظيم السير ولا حتى شرطة البلدية، حيث تساءل المواطنون عن السبب الحقيقي لهذه الفوضى وهل انه لا علم لدى القوى الأمنية أو الشرطة البلدية بالأعمال الجديدة التي تقوم بها الشركة والتي تبين فيما بعد بأنها أعمال تزفيت، مع العلم بأنه سبق لهذه الشركة أن أدت نفس الدور منذ فترة ليست ببعيدة.

أزمات السير الخانقة، واحتجاز الناس داخل السيارات لساعات طويلة كان له الصدى المسموع لدى القوى الأمنية التي تحركت على الأرض بغية تنظيم حركة المرور وفك “أسر السيارات العالقة على الطرقات”، بل وأكثر فهي عمدت الى توزيع بيان يذكر الناس بالتقيد بحركة السير داخل المدينة بسبب أعمال التزفيت، هذا البيان الذي كان من المفترض توزيعه قبل البدء بقطع الطرقات وليس بعده!!!!

بلدية عصفورية…

سفير الشمال″ ولدى استفسارها من قبل أحد المسؤولين المعنيين في البلدية عن السبب الحقيقي وراء اعادة الحفريات الى ما كانت عليه وبالتالي مصير حركة السير المتأزمة في المدينة اكتفى بالقول:″هو مشروع مقرف، وبلدية عصفورية″.

طبعاً هذا الرأي من شأنه أن يعيد للأذهان مقولة شهيرة ″اذا كان رب البيت بالطبل قد ضرب فشيمة أهل البيت الرقص″، بالفعل مدينة طرابلس برمتها باتت عبارة عن عصفورية كل شوارعها محفرة، كل أرصفتها مكسرة، كل وسطياتها مهملة، أما حدائقها فما بقي على جماليته انما السبب في ذلك يعود لكونها مقفلة في وجه الزوار، فالى متى؟؟؟.

أزمات السير حدث ولا حرج، الحركة التجارية معطلة بفعل الاهمال المستشري فضلاً عن الوضع الاقتصادي السيء، وهنا فان العديد من أصحاب المحال التجارية في منطقة البولفار يشكون ويرفعون الصوت عالياً منذ سنوات لدى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ولدى رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين لكن لا جواب شاف ولا وعود تبدد مخاوفهم، حتى ان البعض من هذه المحلات لجأ الى اقفال أبوابه ومنها ″wooden backry  ″ الذي أقفل وصرف كل موظفيه تحت ذريعة الوضع الاقتصادي السيء في البلد، بيد ان علامات الاستفهام تطرح حول المصارف والتي تتواجد بكثرة في تلك المنطقة ومعها أهم مؤسسة اقتصادية وهي غرفة التجارة والصناعة والزراعة فضلاً عن معارض السيارات، لماذا تلتزم الصمت ولا تحرك ساكناً؟؟؟ وهل ان الجميع أصيب بالاحباط حتى آلت أوضاعنا الى ما نحن عليه اليوم؟؟!!!

طرابلس، مستهدفة بكل مرافقها ومؤسساتها واقتصادها، من خلال بعثرة شوارعها واشاعة الفوضى فيها، ومن ينكر هذا الكلام أو يمقته فهو حتماً يشارك في ″اطلاق رصاصة الرحمة″ على ما تبقى منها.

Post Author: SafirAlChamal