أين سليمان فرنجية من أزمات الوطن؟

خاص ـ سفير الشمال

غريب أمر سليمان فرنجيه بابتعاده عن الاعلام هذه الايام، غريب صمته عما يجري من اخذ ورد حول التقشف والتخفيضات في الرواتب وغيرها من امور الساعة، وهو الذي لطالما كان له الرأي الوازن في العديد من الملفات على الساحة اللبنانية، وكان يدلي بدلوه عند كل مفترق او استحقاق بوضوح وشفافية وصدق عوّد عليه محبيه ومتتبعيه وانصاره.

اليوم يكاد يكون رئيس تيار المرده منكفئا عن الحياة السياسية، وكأنه مع تركه الساحة النيابية لنجله طوني، ترك ايضا هموم الساحة السياسية وشجونها في وقت هو الاصعب والادق على بلد يصارع من اجل عدم الوصول الى الهاوية الاقتصادية، وفي مرحلة لم يمر مثلها على لبنان لناحية كثرة ملفات الفساد وانكشاف مكامن الهدر والتنفيعات، وعلى مفترق اتخاذ العديد من الاجراءات التقشفية التي لن يفلت مواطن من تجرعها حفاظا على البلد الذي تخوف رئيس الحكومة وأخاف معه المواطنين من ان نقف دقيقة صمت عن روحه.

ملفات عدة لم يصدر موقف حاسم حولها من قبل رئيس تيار المرده، كأنه يتفرج على ما كان يحذر منه، حيث لطالما اعلن ان المركب اذا غرق سيغرق جميع من فيه.

ويقول مقربون من تيار المرده: إن فرنجيه الاب يتميز بوضوح مواقفه، وانه يضع دائما الاصبع على الجرح، انما هناك من لا يريد ان يسمع، وان البلد يدار اليوم بمقولة عنزة ولو طارت، فلماذا التعب والصراخ وبح الصوت على امور لطالما حذرنا منها؟.

ويضيف هؤلاء المقربون: إن فرنجيه ستكون له اطلالة قريبة جدا يشرح خلالها موقفه من كل ما يجري على الساحة اللبنانية ومن كل القضايا الراهنة لاسيما من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة.

وردا على سؤال حول إنكفاء فرنجيه عن الساحة السياسية لاسيما ان المثل يقول “من يحضر السوق يشتري ويبيع”، فهل تعب مارد زغرتا من الذين يمدون اليد الى كيسه في زغرتا والشمال؟ وهل من المعقول ان يترك الساحة خالية لمن يريد ان يغرف من حضوره؟.

على ذلك يقول المقربون: إن فرنجيه مرتاح على وضعه في زغرتا وغير زغرتا، وان من يتابع مجريات الامور يرى ان زغرتا لا يمكن الدخول اليها الا من بوابة ال فرنجيه وان حضور تيار المرده في الشمال وازن وهو عابر للطوائف والمناطق.

يؤكد المتابعون صحة ما يقوله المقربون، ويعتبرون ان زغرتا بات لها أبواب كثيرة، وان كانت اقل ارتفاعا من بوابة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الذي فتحها نجل الحفيد النائب طوني على مصراعيها مستقبلا الوفود والاهالي مستمعا الى مطالبهم وشؤونهم، “انما هل هذا وحده يكفي، ولما ترك النوافذ مشرعة امام الرياح الاتية من اكثر من اتجاه؟”.

ويضيف هؤلاء ان هناك بوابة حركة الاستقلال والتحركات الناشطة والمكوكية التي تجريها، وهناك بوابة التيار الوطني الحر وما يملكه من تجيير كبير للخدمات من قبل السلطة وسعيه للتوسع في المنطقة بشتى الطرق، وهناك بوابات القوات اللبنانية والكتائب والمجتمع المدني الى بوابة عتب النائب سليم كرم وزعله الانتخابي ما يعني ان غض النظر عن هذه الرياح قد يوصل تيار المرده الى الانتخابات المقبلة باوراق متناثرة ومشلعة يصعب تجميعها وترتيبها للحصول على النتيجة المرجوة.

ويرى المتابعون ان كسر فرنجيه في معقله زغرتا صعب جدا انما غير مستحيل اذا استمر الانكفاء والاكتفاء بالتفرج على من يحاول ان يغرف من صحن المجموعة من دون محاولة صده او ردعه.

Post Author: SafirAlChamal