الوزير جبق.. جسر حزب الله في لبنان.. عمر إبراهيم

يبدو واضحا ان الزيارات والجولات التي يقوم بها وزير الصحة جميل جبق الى المناطق اللبنانية ولا سيما تلك المصنفة بانها معادية او على خصومة مع حزب الله تتجاوز في بعدها السياسي وظيفة الوزير الذي استطاع ان يرسم انطباعا مقبولا لدى كل من إلتقاه في جولاته على معاقل الخصوم تحديدا.

قد يكون من الطبيعي أن يبادر وزير صحة لبناني الى القيام بزيارات ميدانية للاطلاع على اوضاع القطاع الصحي فيها ووضع الدراسات المطلوبة لانقاذ هذا القطاع المتهالك في مناطق عديدة ومنها على سبيل المثال طرابلس والمنية والضنية وعكار، وهي مناطق في السياسة تعتبر على خصومة مع حزب الله.

لكن المتابع لجولات الوزير جبق يتضح له ان هذا الرجل استطاع ان يكسر بعضا من جليد السياسة وان يدخل الى بعض المناطق فاتحا، من بوابة الحرمان ومن بوابه يأس أبنائها من الوعود المتكررة التي اغدقت عليهم، وهو وان كان صرح بانه وزير صحة لكل اللبنانيين بدون استثناء الا ان صبغة حزب الله تلازمه من دون ان تشكل عائقا امامه حتى اللحظة، على ان العبرة في النهاية في التنفيذ بالنسبة لمن احتفى به اللبنانيون على إحتلاف توجهاتهم، وينتظرون منه تحقيق ما وعد به.

هذا في الشكل، اما في المضمون، فمن الواضح ان حزب الله اراد استثمار نشاط وزيره واندفاعته لاعادة وصل ما إنقطع مع محيطه على خلفية الملف السوري، وهو يسعى الى بناء جسور الثقة لتوسيع دائرة بيئته الحاضنة من الضاحية والجنوب والبقاع الى معظم الاراضي اللبنانية لقناعته بانها خط الدفاع الاول له في مواجهة التحديات التي فرضت عليه بدءا بالعقوبات المالية وصولا الى التهديدات المتكررة من قبل العدو الاسرائيلي.

يعي حزب الله تماما ان نجاح عمله في الحكومة في ظل تقصير الاخرين قد يعطيه تأشيرة دخول الى حصون خصومه وكسر جدار العداء الذي بني على مدار السنوات الماضية، وهو يعلم تماما ان مواجهة التحديات لا يمكن ان تتم في ظل وجود بيئة معادية له، ولعل نجاح الوزير جبق حتى الآن قد لا يزعج الخصوم المحليين بقدر ما يزعج الجهات الدولية التي تسعى الى اطباق الحصار على حزب الله وتحريض الرأي العام عليه تحت ذريعة العقوبات الاقتصادية التي قد يتأثر بها لبنان بشكل عام، وما الضغط لاقفال المعابر غير الشرعية على الحدود مع سوريا الا مؤشر على هذا المسعى الدولي لمحاصرة الحزب وممارسة المزيد من الضغوط عليه، بهدف خلق رأي عام ممتعض لدرجة العداء له مع اشتداد الخناق الاقتصادي.

Post Author: SafirAlChamal