أزمة نفايات الضنّية تتفاعل.. وجهات سياسية تعرقل مكبّ جيرون… عبد الكافي الصمد

لم يكتب لمبادرة إتحاد بلديات الضنية اعتماد مكب مؤقت للنفايات في بلدة جيرون أن يبصر النور، بسبب إعتراض الأهالي عليه وقيام جهات سياسية باستغلال الموضوع والتحريض على منع أقامة المكب، ما أعاد أزمة النفايات المتراكمة في شوارع بلدات وقرى المنطقة إلى نقطة الصفر.

فبعد إعلان الإتحاد عن الإتفاق مع أشخاص يملكون عقاراً في منطقة سهلة الكرم في بلدة جيرون لاعتماده مكبّاً مؤقتاً للنفايات لا يزيد على 3 أشهر، إنطلقت حملة اعتراض على الفكرة شنّها بعض أهالي البلدة وجوارها، قبل أن يتبين أن محسوبين على تيار سياسي فاعل بالمنطقة تصدّروا حملة الإعتراض على مواقع التواصل الإجتماعي أو على الأرض، وهو ما تمثل في تحوّل بعض مناصري هذا التيار إلى رأس حربة رفضاً لفكرة المكب.

مصادر مطلعة في اتحاد بلديات الضنية كشفت لـ″سفير الشمال″ تفاصيل الموضوع من ألفه إلى يائه، موضحة أن ″بعض رؤساء البلديات بتفويض من الإتحاد إتفقوا مع أشخاص يملكون عقاراً في محلة سهلة الكرم في جيرون تبعد نحو 7 كيلومترات عن الأماكن السكينة، والعقار تحتل كسارة ومرملة متوقفة عن العمل مساحة كبيرة فيه، وأن المكب المقترح لا يشكل أبداً خطراً على البيئة أو مصادر المياه، لأن الينابيع نادرة جداً في المنطقة″.

واستغربت مصادر إتحاد بلديات الضنية الحملة التي شنّت على الإتحاد على خلفية اعتماد مكب للنفايات في جيرون، موضحة أن ″حرص البعض على البيئة في جيرون خاصة، وفي الضنية عامة، لم نرها أبداً سابقاً، ولم نجد هؤلاء يعترضون أو يرف لهم جفن على المرامل والكسارات العاملة في جيرون، والتي تتسبب بنهش المنطقة وتشويهها على نحو بالغ الخطورة بيئياً، وأن عشرات الشاحنات تنقل الرمل والبحص من مرامل وكسارات جيرون يومياً إلى أكثر من منطقة لبنانية، ما يثبت الشكوك عن تورطهم وتشابك مصالحهم مع بعض أصحاب الكسارات والمرامل في جيرون، وبالتواطؤ مع جهات أمنية″.

وأسفت مصادر الإتحاد لأن ″هؤلاء إعترضوا على اقتراح اعتماد مكب للنفايات في جيرون من غير أن يطرحوا البديل، أو يقترحوا أي فكرة أو حلّ لمعالجة أزمة النفايات المتراكمة في الشوارع، لأنهم يرفضون إمرار أي مشروع أو حلّ لمشاكل الضنية إلا برضاهم وبعد نيل موافقتهم، ولو كان ذلك على حساب المنطقة وصحّة أهلها وسلامتهم″.

هذه التطورات دفعت رؤساء بلديات الضنية إلى إجراء اتصالات وعقد إجتماعات مفتوحة في مقر اتحاد بلديات الضنية ببلدة بخعون لمناقشة الموضوع والبحث عن مكب بديل لحلّ الازمة، وأفيد أن هناك أكثر من اقتراح بهذا المجال ينتظر أن يعتمد إحداها في الأيام القليلة المقبلة.

في غضون ذلك، ما يزال مكبّ النفايات في عدوي مقفلاً منذ أكثر من أسبوعين، بسبب اعتراض الأهالي عليه، وأشارت معلومات الى أن عدداً منهم يقوم باعتراض اي شاحنة نفايات تدخل إليه، وأن بحوزتهم أسلحة فردية قاموا بإطلاق النار منها قبل أيام على شاحنة سعت للدخول إلى المكب لإفراغ حمولتها من النفايات فيه.

وفي حين أكد صاحب المكب مصطفى سيف لمن اتصل به من رؤساء بلديات الضنية والمنية أن المكب قد أقفل نهائياً، لأنه لم يعد باستطاعته استيعاب أي كمية نفايات إضافية، كشف بعض رؤساء البلديات الذين قاموا بالكشف على مكب عدوي في الساعات الـ48 الماضية، أن ″وضع المكب بالغ الخطورة، وأنه غير قادر على استقبال المزيد من النفايات″، ولفتوا إلى أن ″الجهة الشمالية من المكب المحاذية لمجرى نهر البارد، الفاصل بين قضاء المنية ـ الضنية وعكار، مهدّدة بالإنهيار في أي لحظة باتجاه مجرى النهر، بسبب الضغط الكبير للنفايات هناك، وأنه في حصول هذا الإنهبار فإن ذلك سيتسبب بكارثة بيئية وصحية خطيرة جداً″.


مواضيع ذات صلة:

  1. أزمة نفايات الضنّية تنفرج جزئياً: حلول مؤقتة… عبد الكافي الصمد

  2. أزمة نفايات في الضنّية.. والبلديات ترفع الصوت: أعطونا أموالنا… عبد الكافي الصمد

  3. وفد بولندي في الضنّية: أوقفوا قتل طائر اللقلق… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal