عندما يختلف جعجع وباسيل على القسمة… مرسال الترس

منذ ثلاث سنوات كان اتفاق معراب الذي التقى فيه قياديان من الطائفة المارونية، بعدما امضيا عشرات من السنوات يتناحران ويخسّران الطائفة خيرة شبابها، من اجل تنفيذ سياسات اثبتت عقمها بالرغم من كل التجميلات التي حاول ″ماسحو الجوخ″ رش المساحيق على وجهها البشع جداً.

واذا كان العديد من المستفيدين قد وصف ذلك اليوم بالتاريخي وسارع الى اطلاق الشعارات الرنانة، ظن كثيرون أن كل الحقد قد تم دفنه في تلك المنطقة التي يعتبرها بعض مرضى ″جنون التمّيز″ بانها من أقحاح الاماكن المارونية، غافلين ان كل ما يقوم على وهم وتبجح سيتعثر عند أول نكسة.

لذلك لاحظ معظم المتابعين ان مقولة أوعا خيّك قد تلاشت سريعاً وخرجت من الشباك بُعيد وقت قصير من إدخالها عبر الباب، لان مطلقيها كانوا يدركون أنها بُنيت على رمال، وانبثقت من مصالح شخصية ضيقة جداً، وليس من مصلحة الطائفة التي تختنق باستمرار بخلافات وصراعات بعض قيادييها على هذا التعنت السياسي أو تلك الانانية الشخصية.    

 ومن هذا المنطلق لم يُفاجأ المراقبون بـ الزفة التي أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاسبوع الماضي بوجه رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل حيث قال في حديث صحافي: صحيح أن التفاهم قائم بيننا، لكن باسيل يتصرف وكأنه يحتكر التمثيل المسيحي وبأنه يمثل جميع المسيحين، رغم أن ذلك غير صحيح إطلاقاً.

وكان واضحاً أن جعجع قد تناسى أنه تبنى المقولة التي أطلقها باسيل عقب اتفاق معراب والتي تدّعي بان التيار الوطني والقوات يمثلان 93  بالمئة من المسيحيين والتي سقطت سقوطاً مريعاً في الانتخابات البلدية لاحقاً.

جميع المسيحيين يدركون انه لو بقي التوافق قائماً بين الجانبين والقاضي بتقاسم الحصة المسيحية في الدولة (أي تقاسم التعيينات في كل إدارات ومؤسسات الدولة)، لأن بقية المسيحيين لا يمثلون سوىفراطة بحسب قول باسيل في تلك المرحلة، ما كان جعجع ليورد ما قاله بالامس، وانما صوت جعجع ارتفع بعد ان استأثر باسيل بمعظم الحصة وحيثياتها، وحصر كل التعيينات بشخصه الكريم الاّ فيما ندر، وبالتالي لم يُعط القوات الا الفتات.

وفي حين تصر القوات على تطبيق الآلية التي أقرت في معراب يبدو أن باسيل قد رمى ذلك الاتفاق في أحدى الاودية الكسروانية وهو في طريق العودة من قلعة″ جعجع الذي شدد على أنه لا لقاء بين الأخيّن اللدودين في المدى المنظور.

مؤخراً قيل لباسيل: معظم منافسيك يوجهون اليك اللوم والاتهامات في العديد من القضايا المطروحة، فأجاب ضاحكاً: هذا أنا، وأقوم بما أراه مناسباً، واذا قادرين يلحقوني!


مواضيع ذات صلة:

  1. ايها اللبنانيون: لن تتبدل احوالكم… مرسال الترس

  2.  هل يفعلها المتروبوليت عودة؟… مرسال الترس

  3.  صدمة فرنجيه.. واستدراك باسيل… مرسال الترس


Post Author: SafirAlChamal