أزمة نفايات الضنّية تنفرج جزئياً: حلول مؤقتة… عبد الكافي الصمد

شهدت أزمة النفايات المتراكمة في الضنية إنفراجاً جزئياً ومؤقتاً أمس، سيسهم في رفع أكوام النفايات التي تجمّعت في الحاويات التي امتلأت كليّاً وفي جوانبها، بعد إقفال مكب نفايات بلدة عدوي أمام البلديات منذ أيام، وجعلها عاجزة عن معالجة مشكلة نفاياتها بسبب عدم وجود مكب نفايات بديل عن مكب عدوي الوحيد في المنطقة.

هذا الإنفراج ظهر خلال الإجتماع الذي عقد أمس بدعوة من محافظ الشمال رمزي نهرا في مكتبه في سراي طرابلس، بحضور قائد منطقة الشمال الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد يوسف درويش، وقائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي، ورؤساء إتحادات بلدية، وصاحب مكب عدوي جمال سيف ومديره مصطفى سيف، وفيه جرى البحث في كيفية إيجاد حلّ لإعادة افتتاح مكب عدوي لمدة زمنية قصيرة، ريثما يتم إيجاد بديل. وتم تأليف لجنة للكشف ميدانياً على المكب.

وكشفت مصادر المجتمعين لـ″سفير الشمال″ أن صاحب المكب أوضح خلال الإجتماع أن مكبه غير قادر على استقبال المزيد من النفايات، ما دفعه لإغلاقه، إضافة إلى مشكلة تراكم ديون البلديات المتوجب عليها دفعها لصاحب المكب منذ نحو 8 أشهر، والبالغة نحو 700 مليون ليرة لبنانية″.

وأفادت المصادر أن ″اللجنة ستكشف اليوم على المكب ميدانياً، لاستطلاع وضعه، وأنه على ضوء تقريرها ستقرر ما هي الخطوة التالية″، لافتة إلى أنه ″في حال تقرر إعادة فتح المكب، فإن ذلك سيكون لفترة زمنية لا تزيد على ثلاثة أشهر، سيعمل خلالها على إيجاد مكب نفايات بديل، وأن شاحنات النفايات التي ستدخل إليه لإفراغ حمولتها سوف تواكبها قوى أمنية، بعد إشكالات وقعت مؤخراً بين سائقي الشاحنات وأهالي عدوي والبلدات المجاورة، حاولوا منع الشاحنات بالقوة من الدخول الى المكب، وهم كانوا أطلقوا النار على بعضها″.

غير أن إجتماع أمس في سراي طرابلس كشف عن أزمة أخرى حملت أبعاداً فُسّرت في الضنية على أنها ″سياسية″، ذلك أن المحافظ نهرا لم يدع رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية للإجتماع، برغم كونه معنياً مباشراً ورئيسياً به، ومع أن نهرا وجّه دعوات إلى رؤساء إتحادات بلديات شمالية لحضوره، حيث حضر رئيس إتحاد بلديات بشري إيلي مخلوف، رئيس إتحاد بلدية المنية عماد مطر، رئيس إتحاد بلديات زغرتا زعني خير، رئيس إتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي ، ممثل عن بلدية شكا ميشال العين ورئيس دائرة البلديات في المحافظة ملحم ملحم.

إبعاد سعدية عن الإجتماع كان محل استغراب في اتحاد بلديات الضنية، الذي سألت مصادر معنية فيه: ″كيف يستبعد المحافظ نهرا رئيس إتحاد بلديات الضنية عن هكذا إجتماع يعني كل بلديات المنطقة؟″، ما جعلها ترجّح عدم توجيه الدعوة “بسبب مقاطعة سعدية ورؤساء بلديات الضنية زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل مؤخراً للمنطقة، وجعل نهرا المقرب من باسيل يقوم بهكذا خطوة كنوع من الضغط على سعدية وبلديات المنطقة″.

هذا التطور دفع إتحاد بلديات الضنية إلى عقد إجتماع إستثنائي أمس في مقره ببلدة بخعون برئاسة سعدية وحضور الأعضاء، عبروا فيه عن ″الأسف لعدم دعوة إتحاد بلديات الضنية إلى الاجتماع″،  معلنا انه ″تقرر الموافقة على اعتماد أحد العقارات في بلدة جيرون بصورة مبدئية ومؤقتة، وبنفس الشروط المتعاقد عليها بين البلديات ومكب نفايات عدوي″، وانه ″جرى وضع سعادة قائمقام قضاء المنية ـ الضنية رولا البايع بالمستجدات والقرار المتخذ، وقد نوه الجميع بجهودها وسهرها على المصلحة العامة والسلامة العامة″.

لكن الإتحاد أوضح أن هذا ″الحل مؤقت ريثما يتم إيجاد حل بديل يستوفي الشروط المطلوبة، من خلال إنشاء مركز معالجة النفايات المقرر والممول من الإتحاد الأوروبي، ضمن مشروع وزارة التنمية الإدارية omsar.″.


مواضيع ذات صلة:

  1. أزمة نفايات في الضنّية.. والبلديات ترفع الصوت: أعطونا أموالنا… عبد الكافي الصمد

  2. هل يعيد البلوك 2 العلاقة مع سوريا.. ويعطي الشّمال حقه؟… عبد الكافي الصمد

  3. وفد بولندي في الضنّية: أوقفوا قتل طائر اللقلق… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal