حافلات الموت تنقل الطلاب الى المدارس.. من يحمي الاطفال؟… أحمد الحسن

لا يزال مسلسل الموت المجاني يلاحق المواطنين في لبنان فلم يكتف بحصد ارواح الشباب بل اراد لحلقاته ان تكتسي بالحزن وتشمل البراءة والطفولة، فكانت الحادثة الاليمة التي هزت المواطنين في عكار وابناء بلدة برقايل على وجه الخصوص والتي اتشحت بالسواد بسبب وفاة الطفل ابن الـ 10 سنوات احمد عمر شرف الدين متأثرا بجراحه التي اصيب بها جراء سقوطه من حافلة المدرسة اثناء ذهابه الى مدرسته.

نفت مصادر من عائلة الطفل احمد ما تداولته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول ان يكون احد زملائه قد دفعه من الحافلة، لافتين النظر الى انه كان شقيا بعض الشيئ وعمد الى القفز من الحافلة اثناء سيرها حيث اصيب اصابة بليغة بالرأس ما ادى الى دخوله في غيبوبة لمدة 22 يوما ومن ثم فارق الحياة.

هي ليست الحادثة الاولى من نوعها، فمنذ حوالي الاسبوعين اصيب طفل في بلدة مشمش في عكار جراء سقوطه من حافلة المدرسة وقبله اصابة طالبين جراء حادث سير بين باص مدرسي وسيارة رباعية الدفع، اما ابرز هذه الحوادث فكان ما حصل في بداية العام الدراسي في المنية حيث توفيت الطفلة يارا شاكر بعد ان دهسها سائق الحافلة اثناء نزولها منها عائدة الى منزلها.

تقول مصادر متابعة: ان ما يحصل اليوم بات يشكل خطرا حقيقيا ويجب التشدد فيه، وذلك للحد من هذه الحوادث التي تهدد ابناءنا يوميا، حيث لا يكاد يمر يوم من دون ان نرى حافلة مدرسية يتكدس فيها التلاميذ ومنهم من يقف على الابواب والنوافذ والكثير من حالات الفوضى التي تهدد حياة الطلاب من دون القيام باي مجهود من احد لمراقبة هذه التصرفات والحد من هذه الحوادث.

وتضيف: على الاقل يجب تطبيق القانون اللبناني الذي كان واضحا في حماية ركاب حافلات المدارس عبر شروط كثيرة وضعها ومن ابرزها وجود احزمة امان لكل طالب، ومراقب مسؤول حيث فرضت المادة الأولى من القانون الرقم 551/96 وجود مراقب مسؤول في كل وسيلة نقل مدرسي، حيث نصت على أنه “يمنع منعًا باتاً نقل تلامذة المدارس الرسمية والخاصة في جميع مراحل التعليم قبل الجامعي، من البيت إلى المدرسة وبالعكس، أو إلى أي مكان آخر بمختلف وسائل النقل المعدّة لهذا الغرض، من دون وجود مراقب مسؤول مكلف من قبل إدارة المدرسة في حال كانت المدرسة تملك هذه الوسيلة أو تستأجرها أو من قبل مالك هذه الوسيلة في الحالات الأخرى.

وتتابع المصادر: من اهم المهمات التي حددها القانون ويجب ان يقوم بها المراقب هي: تسليم تلامذة الروضات وتلامذة الحلقة الأولى إلى أهاليهم أو من ينوب عنهم، وضبط النظام في الحافلة خصوصًا عند وقوع حوادث أو عطل، وعدم السماح بخروج التلامذة منها إلا في حالات الخطر وتحت إشرافه.

وتختم: ان كل هذه القوانين وغيرها التي وضعت لحماية الطلاب وخاصة الاطفال، لا تُتبع من سائق ولا من مدرسة بفعل غياب الرقابة والمحاسبة من قبل الدولة.

 كل هذه المعطيات تؤكد عدم تطبيق القانون لحماية الطلاب على الطرقات، وأن الاهمال اللاحق بحقهم هو برسم المعنيين في وزارة الداخلية والبلديات ووزارة التربية والتعليم العالي.


مواضيع ذات صلة:

  1. دفعة جديدة من المفقودين في لبنان.. ماذا عن عصابات الخطف؟… أحمد الحسن

  2. إسترضاء عكار بمنصب عسكري.. ماذا عن المشاريع؟… أحمد الحسن

  3. حال العجائز في لبنان مشاهد تدمي القلوب.. أين ضمان الشيخوخة؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal