المستقبل يعيد جمالي نائبة.. فوزٌ بطعم الخسارة… عبد الكافي الصمد

إنتهت الإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، بنتائجها وأرقامها، لكن ما رافقها من تطورات وما سيعقبها من تداعيات لن ينتهي، وأعطت إنطباعاً أنها شكّلت نقطة تحوّل ستعبر عن نفسها في الإستحقاقات المقبلة، نظراً لمفاجآت كثيرة حفل بها اليوم الإنتخابي الطويل أمس، والتي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام.

فمنذ إقفال صناديق الإقتراع عند الساعة السابعة من مساء أمس، بدأت القراءات والتحليلات للنتائج التي آلت إليها الإنتخابات الفرعية في طرابلس، وإذا كانت هذه القراءات والتحليلات قد جاءت سريعة، فإن الأيام المقبلة ينتظر أن تشهد تحليلات عديدة في العمق، خصوصاً من قبل الأحزاب والتيارات السياسية، المشاركة والمقاطعة للإنتخابات على حدّ سواء، والتي ستعكف على تفنيد النتائج، في محاولة لأخذ العبر والدروس منها، تحسباً لمفاجآت في استحقاق 2022 المقبل، بعدما كشفت إنتخابات أمس أن القواعد الإنتخابية في طرابلس قد باتت خارج السيطرة والمونة، وأن الأمر يحتاج إلى مقاربة جديدة في التعاطي مع الناخبين، يفترض أن تقوم بها التيارات السياسية المختلفة قبل فوات الأوان.

ومن أبرز ما حفلت به إنتخابات طرابلس الفرعية من ملاحظات النقاط التالية:

أولاً: سجلت نسبة الإقتراع في طرابلس أمس معدّلاً هو الأدنى لها في المدينة عبر تاريخها، وتحديداً منذ أول إنتخابات شهدتها عام 1992 بعد انتهاء الحرب الأهلية؛ فهي لم تتجاوز 13 في المئة، ما يعكس ليس فقط عدم الحماسة للإنتخابات عند الناخبين، بل عدم ثقتهم بالطبقة السياسية، برغم الحشد السياسي الهائل دعماً لمرشحة تيار المستقبل ديما جمالي، والإستنفار الكبير الذي جعل قيادات التيار الأزرق تحجّ إنتخابياً إلى طرابلس، من الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، إلى جانب التحالف الذي عقدوه مع الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد كبارة والوزيرين السابقين محمد الصفدي وأشرف ريفي ومع الجماعة الإسلامية.

ثانياً: برغم فوز جمالي واستعادتها مقعدها النيابي الذي فقدته بعد إبطال المجلس الدستوري نيابتها بعد طعن تقدّم بها المرشح طه ناجي، فإن الفائز الحقيقي أمس في طرابلس كان مقاطعة الناخبين للإنتخابات، وإذا تذرع البعض بأن الإنتخابات فرعية، وهي تشهد عادة نسبة إقبال لا تكون مرتفعة، فإن الاستنفار السياسي والإعلامي الذي قام به تيار المستقبل قد بلغ مستوى لم يصل إليه في أي إنتخابات عامة سابقة في المدينة، ومع ذلك كان التجاوب خجولاً.

ثالثاً: ممّا لا شك فيه أن طرابلس قد سحبت أمس، وبالأرقام والوقائع، ثقتها من الحريري وتيار المستقبل، بعدما أعطت التيار الأزرق وزعيمه ثقة على بياض منذ عام 2005. ففي إنتخابات 6 أيار العام الماضي حصلت لائحة تيار المستقبل في طرابلس على 25.468 صوتاً تفضيلياً، بينما حازت جمالي أمس، برغم دعم تيار المستقبل لها متحالفاً مع آخرين كانوا حتى الأمس خصوماً له على نحو 19 ألف صوت.

رابعاً: خاض تيار المستقبل إنتخابات أمس تحت عناوين مختلفة، من كسر حزب الله في طرابلس، إلى رد اعتبار الرئيس الحريري، والدفاع عن مقام رئاسة الحكومة والطائفة السنّية، وغيرها من الشعارات، فهل عبر أقل 19 ألف صوت حصلت عليهم جمالي، من أصل قرابة 243 ألف ناخب مسجلين في المدينة، تحققت أهداف هذه الشعارات؟

خامساً: عكست إنتخابات أمس حقيقة مرّة لن تستسيغها القوى السياسية في طرابلس بسهولة، وهي أن أكثر من 85 % من ناخبي المدينة لم يسيروا خلف إصطفاف سياسي واسع، وهؤلاء الناخبين بامتناعهم عن التصويت يعكسون حجم الخيبة الكبيرة لديهم.

سادساً: إبتداءً من اليوم ستدخل طرابلس دائرة النسيان والإهمال والحرمان مجدّداً، وأن كل الوعود الإنتخابية التي أغدقت على المدينة في الأيام القليلة الماضية ستبقى حبراً على ورق، شأنها في ذلك شأن وعود أي إنتخابات سابقة أو لاحقة.


مواضيع ذات صلة:

  1. نزار زكا.. لماذا يتجاهله تيار المستقبل؟… عبد الكافي الصمد

  2. د. إيليا: نسبة الإقتراع بطرابلس ستكون متدنّية.. ونتيجتها محسومة لجمالي… عبد الكافي الصمد

  3. باسيل يمنع أهالي الضنّية من العمل في البترون.. والصمد يردّ: هذا عيب… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal