إنتخابات طرابلس.. دعم الحلفاء يُخرج ″المستقبل″ من ″الانعاش″ السياسي… غسان ريفي

أخرج الحلفاء الطرابلسيون ″تيار المستقبل″ من غرفة ″الانعاش″ السياسي عبر توفير كل وسائل الدعم له في إنتخابات طرابلس الفرعية لملء المقعد السني الخامس، والتي أدت الى إعادة ديما جمالي الى مجلس النواب، لكن ″الفحوصات″ التي أجريت لـ″المستقبل″ أكدت أن لديه الكثير من أعراض الضعف وفقدان ″المناعة″ الشعبية التي تحتاج الى الكثير من ″المقويات″ وهي لا يمكن أن تفعل فعلها في ″الجسم الأزرق″ إلا في حال إقتنع المستقبل بتغيير نمط التعاطي مع العاصمة الثانية وأهلها الذين أخرجوا له أمس البطاقة الصفراء الممهورة بأقل نسبة إقتراع تشهدها طرابلس في تاريخها السياسي.

يمكن القول إن نتائج الانتخابات الفرعية أدت الى تثبيت نتائج إنتخابات عام 2018، حيث أظهرت أن الرئيس نجيب ميقاتي كان صمام أمان معركة تيار المستقبل، وأنه قادر على تجيير الآلاف من الأصوات بمجرد أن يطلب ذلك من جمهوره الذي تربطه به علاقة ثقة، وهو سارع الى تلبيه طلبه والوفاء بكلمته التي أعطاها للرئيس الحريري، من خلال تشكيل المجموعات المنبثقة عن الماكينة الانتخابية التي إنتشرت أمام مراكز الاقتراع وضاهت حضور ماكينة المستقبل، أو عبر “العزميين” الذين إلتزموا بالتصويت لجمالي، حيث تشير كل الاحصاءات الى أن ما أعطاه تيار العزم في هذه الانتخابات من أصوات لا يقل كثيرا عما أعطاه تيار المستقبل لنفسه، بالاضافة الى إلتزام أنصار النائب محمد كبارة الذين كان لهم حضورهم الوازن أمام مراكز الاقتراع وعلى الصناديق.

وفي حسابات أو إحصاءات بسيطة، يتأكد أنه لو تم حذف ما أعطاه الرئيس ميقاتي وسائر الحلفاء من كبارة الى ريفي والصفدي والجماعة الاسلامية من إجمالي ما نالته ديما جمالي، لتبين حجم التراجع الشعبي لتيار المستقبل في طرابلس، وأن حجمه الانتخابي في عاصمة الشمال وفي أفضل الأحوال وفي ظل كل التعبئة التي حصلت على مدار شهرين، لا يتعدى العشرة آلاف صوت من أصل 243 ألف صوتا، ما يتطلب إعلان حالة طوارئ سياسية مستقبلية تتضمن الوفاء بكل الوعود التي إلتزم بها الرئيس سعد الحريري أمام الرئيس نجيب ميقاتي لجهة إنماء طرابلس وتنفيذ مشاريعها وإنصافها في التعيينات الادارية المقبلة، وإلا فإن حساب المدينة لن يتطابق مع بيدر المستقبل في العام 2022.

لم تشكل نسبة الاقتراع الضئيلة أية مفاجأة سياسية، حيث أن هذا الأمر كان متوقعا، إن لكونها إنتخابات فرعية لا تعني إلا أصحابها، أو لجهة غياب العنوان السياسي لها، أو لجهة تراجع حضور المستقبل المستمر منذ الانتخابات الماضية، أو لجهة عدم المنافسة، حيث خاض تيار المستقبل المعركة ضد مرشحين في مقتبل العمر السياسي، وضد نائب سابق منزوع الامكانات، وضد أسير لبناني في السجون الايرانية، وهو رغم ذلك ملأ سماء طرابلس بالمفرقعات إحتفالا وصمّ آذان الطرابلسيين بأبواق السيارات والدراجات النارية التي إستمرت تصول وتجول وتزعج المواطنين حتى ساعات متأخرة من الليل.

لكن المفاجأة الأساسية في هذه الانتخابات تمثلت في أربعة أوجه، أولها نجاح المرشح يحيى مولود من إثبات وجوده المعارض بإضافة أكثر من ألفيّ صوت على الرقم الذي حققه في إنتخابات عام 2018، وتحوله الى خصم سياسي لتيار المستقبل، وذلك بفعل الاستهداف الذي تعرض له والحملات التي شنت ضده وكان آخرها قبل إقفال صناديق الاقتراع حيث أقتحم مكتبه في القبة شبان موالين للتيار الأزرق، ونزعوا صوره ووضعوا مكانها صور الرئيس سعد الحريري والمرشحة ديما جمالي.

وثانيها عدد الأصوات التي حققها الزميل عمر السيد (2161 صوتا) في معركة خاضها باللحم الحي من دون أية إمكانات ومن دون مندوبين إلا من بعض المتطوعين الذين قدموا له خدمة مجانية.

وثالث المفاجآت هي التعاطف الذي أظهرته الانتخابات مع الأسير في السجون الايرانية نزار زكا الذي حصل على أكثر من 500 صوت، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ضغطا على الدولة لمتابعة قضيته وصولا الى الافراج عنه.. ورابعها أن كل الزخم السياسي الذي قام به تيار المستقبل لم يؤد الى إقناع الناس بالنزول الى صناديق الاقتراع، ما يؤكد أن ثمة هوة كبيرة بين الطرفين يحتاج ردمها الى كثير من الجهد الأزرق ومن أعلى المستويات.


مواضيع ذات صلة:

  1. إنتخابات طرابلس الفرعية.. لمن يهمه الأمر… غسان ريفي

  2. هكذا اوقفت هيئة الاشراف على الانتخابات حلقة الزميل غسان ريفي على الجديد

  3. الحريري في طرابلس دعما لمرشحته.. و″زبدة″ الزيارة السياسية في دارة ميقاتي… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal