الشعانين في يوم انتخابات طرابلس: المسيحيون معترضون.. وماذا عن المقاطعة؟… إسراء ديب

لا يبدي معظم مسيحيي مدينة طرابلس في يوم انتخاباتها الفرعية، رغبة في التوجّه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وذلك نظرًا لمعارضتهم الشديدة لعدم أخذ المعنيين في الدولة بعين الاعتبار موعد الانتخابات الذي يتزامن وعيد الشعانين عند الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي.

عدم مشاركة عدد كبير من المسيحيين في الانتخابات الفرعية، تعود إلى سببين رئيسين أبرزهما: عدم رضاهم عن موعد إجراء هذه الانتخابات بالتزامن مع الشعانين، إضافة الى انتقادهم الكبير للوضع العام في المدينة، وبالتالي فإن هذه الآراء المعارضة، تشير الى خطورة الوضع الذي وصلت إليه المدينة والتهديد الموجّه لأهلها.

لم تمنع أجواء طرابلس الانتخابية،  من احتفال المسيحيين بعيدهم في مدينتهم، سواء أكانوا من سكّان المدينة أو من خارجها، وذلك عبر مشاركتهم بالقداس الذي ترأسه المطران جورج أبو جودة الذي يؤكد لـ″سفير الشمال″ ضرورة مشاركة المسيحيين في يوم طرابلس الانتخابيّ، داعيًا إيّاهم الى التوجّه مباشرة إلى صناديق الاقتراع بعد انتهاء المراسم الدينية.

ويقول أبوجودة: ″علينا أنْ نُؤكّد وجودنا في المدينة وهو ليس بوجود عدديّ بقدر ما هو وجود فاعل نستطيع من خلاله التعبير عن آرائنا″.

ويضيف: ″لا يجب على أحد أن ينسى أنّ طرابلس هي مدينتنا، وأنّ وجودنا أساسيّ فيها″.

وإعتبر أبو جودة في عظته أمام حشد من المؤمنين، أنّ تزامن هذا اليوم مع الانتخابات، يتزامن أيضًا مع كثرة الحديث عن السياسيين الفاسدين، ولكن الحقيقة هي أنّ كلّ من يُتاجر بهذا البلد، أيّ بلد الحضارة والشهداء هو فاسد لأنّه يضرّ بالمصلحة الوطنية كما باقتصاد البلاد أيضًا.

أمّا أنطوان، أحد المواطنين الذين شاركوا في القداس، فيعتبر أنّ الوضع السياسي في طرابلس غير مرضي بأيّ شكلٍ من الأشكال، ولهذا السبب، لن أشارك في الانتخابات.

في حين تشير كارلا إلى أنها ستشارك مع عائلتها بالانتخابات، عسى أن تكون هذه المشاركة فعّالة وتؤدّي إلى تغيير ما، أو تُؤدّي إلى نجاح من يستحق.

بدوره، لفت شارل الى أنّ معظم الآراء في هذا اليوم، تتجه للسلبية، خصوصا أنّ المسيحيين كما الطوائف الأخرى أيضًا يئسوا من الوضع السياسي، فمنهم من تزوّج ونقل نفوسه إلى مدينة ومحافظة أخرى، ومنهم من هاجر، وأنّ من يبقى هنا، قد يُشارك ولكن على الأرجح نسبتهم ضئيلة جدًا.

بينما كريم، فيُؤكّد أنّه يُفضّل المشاركة في الاحتفال بالأعياد على أنْ يُشارك بما يراه مُحدّد مسبقًا، ويقول:″ لم يأخذوا وجودنا بعين الاعتبار، ولو كانوا يكترثون ويهتمّون بآرائنا، لما حُدّد اليوم الانتخابي مع هذا العيد″.


مواضيع ذات صلة:

  1. أيها اللبنانيون.. صحتكم بأيدي تجار الأدوية… إسراء ديب

  2. تركيب العدادات الكهربائية في مدينة طرابلس من يؤيد ومن يعارض؟… إسراء ديب

  3. فشل إجتماع علم الدين مع ذوي الاحتياجات الخاصة.. وأحدهم يهدد باحراق نفسه… إسراء ديب


 

Post Author: SafirAlChamal