ايها اللبنانيون: لن تتبدل احوالكم… مرسال الترس

يستغرب معظم اللبنانيين كيف أن الاحوال المعيشية والمالية والاقتصادية تتراجع لديهم بأساليب دراماتيكية، فيما الآخرون في الغرب وبعض الشرق انتقلوا من مراحل ما قبل العالم الثالث الى بلدان نامية بكل معنى الكلمة.

والسؤال الذي يتقدم على ما عداه على ألسنة اللبنانيين: لماذا كان وطننا في طليعة الدول التي تتقدم بسرعة نحو التطور والتنمية، لينحدر بعد ذلك الى آخر القائمة في هذا المضمار. لا بل أنه بات يحتل طليعة اللوائح في الفساد والرشوة وسوء الادارة وازدياد نسب التلوث وتحولت شواطئه التي كانت مقصداً للسياح العرب والاجانب الى مكبات للنفايات؟.

الجواب واضح وجلي لكل من يرغب أن يعرف الحقيقة: انتم ايها اللبنانيون مسؤولون عما حصل نتيجة التعاطي بعدم اهتمام مع الاخطاء التي ارتكبت:

فهل هزكم موت شخص على باب مستشفى او حتى عدم استقبال مريض بدون دفع بدل مسبق احتياطي؟

وما هي الاجراءات التي قمتم بها للرد على تقاعس الدولة في معالجة أزمة النفايات؟

وكم خطوة اعتراضية سجلتموها على حرمانكم من الكهرباء والمياه وما اليهما طيلة سنوات وسنوات، حتى بتم تدفعون عدة فواتير في الشهر الواحد عن كل خدمة؟.

وماذا فعلتم عندما رأيتم أن البلديات تشوه الارصفة بوضع الاشارات بشكل شبه عشوائي، وتغض الطرف عن تجميل الشوارع، وتسقط من حساباتها تركيب اشارات ضوئية وكأن الامر من الكماليات، بغض النظر عن الحفر والنفايات في الشوارع؟..

واين هو البيان الذي حمل توقيعكم للاحتجاج على ازدحام السير او اختراق مواكب المسؤولين للطرقات والاحياء بشكل لا يقيم أية قيمة لاي مواطن؟.

انها نماذج عن اسئلة روتينية يومية برسم كل لبناني يبدي امتعاضه من أمر ما في هذا الوطن الذي كان يوماً قطعة سما، أو يتأفف من أداء المسؤولين والسياسيين الذين يتابع نشاطاتهم عبر وسائل الاعلام على مدار الساعة، فهل سأل نفسه لحظة: ماذا فعلت لكي اظهر امتعاضي او احتجاجي او استنكاري لكل ما يجري، سوى انني اقول ذلك بين اربعة جدران، ويوم الانتخابات اتوجه الى صندوق الاقتراع لادلي بصوتي للمرشح الذي تم اختياره لي، من قبل هذا او ذاك بدون ان ازعج تفكيري باختيار الشخص الذي يمكن ان يكون مناسبا لتطلعاتي؟.

اذاً هي مسؤولية كل واحد منا، والا فلنصمت عن الاحتجاج أمام انفسنا فقط، او ربما لن نفعل ذلك مهما انتظرنا امام التلفزيون لنتابع هذا المسلسل التركي او ذاك المكسيكي، أو تلك التفاهات من البرامج التي تسمى ترفيهية في حين ان هدفها المحوري هو إثارة غرائزنا باسلوب سوقي.   


مواضيع ذات صلة:

  1. إحذروا… لعل الاصبع الذي تضعونه على جرحنا ملوثاً… مرسال الترس

  2. لا تتحولوا الى نواطير لمفاتيح المنازل!… مرسال الترس

  3. كل اللبنانيين قلقون فعلا وقولاً… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal