إعتداء ولي أمر طالب على مدير وناظر.. يؤدي الى موجة إستنكار تربوية عارمة… روعة الرفاعي

″انما الأمم الأخلاق ما بقيت، فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا″، ″الدين أخلاق ومعاملة″ كان ذلك لسان حال كثير من المعلمين الذين تساءلوا، ما الذي يمكن أن ينتظره ذلك ″الأب″ الذي من المفترض أن يكون القدوة الحسنة لأبنائه، بعدما أقدم على ضرب المدير والناظر في المدرسة التي يتلقن فيها ابنه التعليم؟، وأي مستقبل ينتظر هذا الابن؟، بل أي مصير يمكن توقعه للشريحة الكبرى من أبناء المجتمع الطرابلسي والذي يتلقى بغالبيته علومه داخل مدرسة رسمية لم يعد يكن لها ولأفراد هيئتها التعليمية أي احترام؟، والشكاوى في هذا الخصوص كبيرة خاصة بعدما رفع الأساتذة الصوت عالياً أمام المنطقة التربوية لحمايتهم من ″الجيل الصاعد″ ومن الأهل الذين يتوعدون المدرسة واداراتها بوابل التهديدات كلما اندلعت مشكلة داخل المدرسة أو خارجها.

بالأمس، وعلى أثر اشكال نشب بين عدد من الطلاب ضمن حرم مدرسة الزاهرية الرسمية للصبيان وبعدما عمد مدير المدرسة الى تفريقهم وطلب أهلهم، قام والد أحد الطلاب ف- ر بتوجيه الاهانات والشتائم للمدير سمير حمزة والمعروف عنه صبره وقدرته على معالجة الأمور بحكمة وروية، وحينما رفض الأخير الأمر قام الوالد بضرب المدير والناظر الذي تدخل لفض الاشكال، ولم يكتف الوالد بذلك بل لجأ الى تكسير الزجاج ومحتويات المدرسة وفر الى جهة مجهولة.

المدير حمزة تقدم بشكوى لدى القوى الأمنية حيث تمكنت دورية من مفرزة استقصاء الشمال من توقيف الأب في منطقة الزاهرية بجرم التهجم والتعرض بالضرب للمدير والناظر معاً.

واحتجاجاً على ما تتعرض له المدرسة الرسمية من ضغوطات لم تعد تحمد عقباها في ظل الأوضاع الصعبة والتي يتخبط بها المجتمع الطرابلسي ككل، نفذ مدراء المدارس اعتصاماً أمام المنطقة التربوية كتعبير عن استيائهم وتنديدهم للحادثة التي تعرض لها زميلهم.

تقول رئيسة فرع التعليم الأساسي فداء طبيخ قالت لـسفير الشمال: تعرض زميلنا مدير مدرسة الزاهرية صبيان سمير حمزة والناظر للضرب بطريقة وحشية من قبل ولي أمر أحد الطلاب وعلى الفور انتشرت الصور والفيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مخزي ومعيب، وكرابطة استنكرنا الاعتداء ورفعنا الصوت عالياً ضد التعرض لأي طالب سواء بالضرب أو الكلام المعيب وبنفس الوقت طالبنا بضرورة تأمين الحصانة للمدرسة الرسمية وأساتذتها، وهنا نسأل كيف يحق لأي كان توجيه الاهانات للأساتذة على مرأى ومسمع الطلاب؟.

وعن الأسباب الكامنة وراء هذه الحادثة تقول: نشب خلاف بين طالبين فقامت الادارة باستدعاء أهلهما، لكن أحد أولياء الأمور لم يقبل متهماً المدير بالتصويب على ابنه متوجهاً له بالاهانة والشتائم، وبدأ بضربه وتكسير كل ما صادفه، ومن ثم خرج من غرفته وتوجه نحو الناظر وقام بضربه.

وعن الوقفة الاحتجاجية تقول: كي لا نلجأ الى تعطيل المدارس قمنا بهذا الاعتصام والتقينا برئيسة المنطقة التربوية حيث شرحنا لها المعاناة، وطالبنا بحمايتنا من خلال تعاميم يصدرها وزير التربية يمنع بموجبها التعرض للأساتذة.

حاماتي

رئيسة المنطقة التربوية والتي تحدثت للمعتصمين قالت: هناك تضامن واسع واستنكار من قبل أركان وزارة التربية الذين تبنوا الموضوع من خلال دعم حق المدير وكل أفراد الهيئة التعليمية، وحماية كرامة الأستاذ، ولطالما طالبت المدراء والأساتذة بضرورة الاحتكام للصبر والتعامل بمحبة واحترام مع الأهالي وأنا على يقين تام بأنكم تقومون بذلك على أكمل وجه، ولهذا فانني لن أقبل بالتهجم على المدراء ولا وزير التربية يقبل بذلك.

وتابعت: الموضوع قيد المتابعة بانتظار صدور التقرير من قبل المدير وبدوري سأحيله للوزارة كي ترفع الدعوى ضد المواطن الذي سوّلت له نفسه الاعتداء على المدرسة الرسمية وأساتذتها، حتى اننا طالبنا المدير بعدم التراجع عن الدعوى المرفوعة من قبله، كما طالبنا الوزارة باصدار بيان يطالب بموجبه بحقوق المدراء وأفراد الهيئة التعليمية وبمقاضاة من يتعرض لهم، تماماً كما نعاقب الأستاذ الذي يتعرض للتلميذ.

من جهتهم اساتذة التعليم الرسمي طالبوا المنطقة التربوية بمتابعة الملف للوصول الى خواتيمه نظراً لكثرة التهديدات التي يتلقونها بشكل مستمر من قبل الأهالي عند كل حادثة تقع داخل المدرسة.


مواضيع ذات صلة:

  1. الطفل المعنّف هادي ضحية والده.. والوالد ضحية الحياة القاسية… روعة الرفاعي

  2. ويك ـ إند أبي سمراء بلا كهرباء والمسؤول غير معني بشرح التفاصيل… روعة الرفاعي

  3. البطالة ترخي بثقلها على جبل محسن بعد إقفال مئة مصنع للملبوسات… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal