هل لبنان على أبواب إنهيار اقتصادي؟… حسناء سعادة

هل نحن على أبواب انهيار اقتصادي شامل؟ سؤال لا بد من طرحه اثر جولة سريعة على اسواق لبنان وإثر دردشات مع التجار والمواطنين واصحاب المؤسسات التجارية التي بات عدد المقفل منها اكبر من عدد تلك التي لا تزال تعمل وسط ظروف صعبة.

″ركود تجاري مميت″ هذا هو لسان حال التجار على  على طول مساحة الوطن، فالوجع واحد في كل الاسواق، وما من احد بمنأى عن الازمة التي ضربت المؤسسات الصغيرة والكبيرة معا، حيث يؤكد احد اصحاب هذه المؤسسات لـ″سفير الشمال″ انه حاول التحايل على الازمة بتخفيض رواتب الموظفين لديه الا ان ذلك لم ينجح، ففضل اقفال مؤسسته قبل اعلان افلاسه، مؤكدا انه يستعد للسفر خارج لبنان عسى ولعل يستطيع التأسيس عن جديد قبل الوصول الى زمن لا يمكنه فيه اطعام عائلته.

ريما بدورها فقدت مصدر رزقها، هي تعمل منذ سنوات في مجال التطريز لدى مؤسسة معروفة ومشهورة، وكانت حتى الامس القريب مطمئنة الى مستقبلها، الا انها فوجئت بصرفها من العمل مع حوالى 20 موظفا وموظفة في المجال ذاته بسبب تراجع المبيعات.

من جهته يؤكد سامي وهو صاحب محل البسة في الحمرا انه اذا استمر الوضع على ما هو عليه سيقفل متجره، كاشفا انه بالكاد يتمكن من دفع الايجار وانه يعمل بالسخرة كونه لا يضع ليرة في جيبه، موضحا انه في مثل هذه الايام كان سوق الحمرا يعج بالناس اما اليوم نعمل في كش الدبان.

لا بد لمن يسلك طريق طرابلس بيروت من ملاحظة عدد المحال التجارية المعروضة للبيع او للايجار على جانبي الاوتوستراد الى غيرها من المحال في معظم الاسواق التجارية في لبنان ما يعكس حجم الازمة الاقتصادية وما ينعكس سلبا على حياة المواطنين الذين يدورون في حلقة مفرغة على حد قول احدهم، لافتا الى انه اذا لم يعمل المقاول لن يتمكن السنكري من العمل، واذا لم يتيسر عمل التاجر لن يتمكن من دفع ايجار محله او قسط سيارته او قوت اولاده.

ان الايام المقبلة غير مريحة اذا استمر الوضع على ما هو عليه، يؤكد احد الخبراء الاقتصاديين لـسفير الشمال معتبرا ان الازمة باتت مقلقة، وانه بفعل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تواصل بعض المؤسسات صرف موظفيها اما لعصر النفقات واما تمهيدا للاقفال، موضحا ان آلاف المحال التجارية اقفلت ابوابها والمستمر منها يناضل بشق النفس، فالحركة التجارية خجولة جدا في معظم الاسواق ومعدومة في بعضها، لافتا الى اننا في دوامة من الصعب الخلاص منها اذا لم يتم اتخاذ اجراءات سريعة تنعش الوضع الاقتصادي وتفتح الباب للاستثمارات وقد نصل الى ثورة الجياع، موضحا انه رغم الازمات الصعبة التي مر بها البلد فان هذه الازمة اصعبها لانها تلامس لقمة المواطن الذي يفتقد للسيولة بين يديه وهو خائف على مدخراته في المصارف، خائف من ارتفاع الدولار امام الليرة وخائف على وظيفته او على باب رزقه في ظل الانكماش الاقتصادي وفي ظل البطالة المتفشية المترافقة مع يد عاملة اجنبية غير منظمة.


مواضيع ذات صلة:

  1. بلديات على وشك الافلاس.. أين أموال الصندوق البلدي المستقل؟… حسناء سعادة

  2. لبنان بلد العجائب… حسناء سعادة

  3. ملاحظات حول زيارة وزير الصحة الى إهدن: حفاوة ووعد صادق وكنيسة… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal