المستقبل من أعلى الهرم الى القاعدة.. الى إنتخابات طرابلس درّ… غسان ريفي

لم يسبق لـ″تيار المستقبل″ أن تعامل مع إنتخابات نيابية بقلق، كما يتعاطى اليوم مع الانتخابات الفرعية في طرابلس لملء المقعد السني الخامس الذي شغر بابطال نيابة ديما جمالي والتي ستجري يوم الأحد المقبل، ربما لقناعته بأن لا شيء يمكن أن يغري الطرابلسيين للمشاركة في هذا الاستحقاق، لا من حيث الخدمات والايفاء بالوعود، ولا من حيث العنوان السياسي، ولا من حيث المال الانتخابي، وهو بات يدرك أن لغة التحريض السياسي أو المذهبي لم تعد بضاعة رائجة في المدينة بعدما دفع أهلها أثمانا باهظة لها..

اللافت أن كل ظروف المعركة الانتخابية تصب في مصلحة مرشحة المستقبل ديما جمالي، فالأرضية السياسية الطرابلسية باتت مهيأة للانتخابات وذلك باعلان الرئيس نجيب ميقاتي وقوفه الى جانب الرئيس سعد الحريري والطلب من كوادره ومناصريه ترجمة الكلمة التي أعطاها له في صناديق الاقتراع، إضافة الى النائب السابق محمد الصفدي، واللواء أشرف ريفي الذي تخلى عن الترشح وآثر دعم جمالي بعد المصالحة التي جرت مع زعيم المستقبل، فضلا عن النائب محمد كبارة ونجله كريم اللذين يحولان مكتبهما في محلة التل الى خلية نحل، ويدعوان كل المناصرين الى الوقوف بجانب خيار الرئيس الحريري بالتصويت بكثافة للمرشحة جمالي، وبطبيعة الحال تيار المستقبل الذي أعلن النفير العام، وبدأت ماكينته الانتخابية بالتنسيق مع الماكينات الأخرى بهدف توحيد الجهود. في وقت أعلنت فيه قوى 8 آذار التي كانت قادرة على تسخين المعركة الانتخابية مقاطعتها الاحتجاجية للانتخابات، ما يجعل المنافسة محصورة بين المستقبل وحلفائه وبين مجموعة من المرشحين المستقلين في مقدمتهم النائب السابق مصباح الأحدب، والمهندس يحيى مولود والزميل عمر السيد، وآخرين ممن يخوضون التجربة لأول مرة.

رغم كل هذه الأجواء التوافقية الداعمة لمرشحة المستقبل، يبدو التيار الأزرق غير مرتاح، فالأمين العام أحمد الحريري يستوطن طرابلس منذ نحو شهر ويجول مع جمالي على كل المناطق ويعقد اللقاءات الشعبية ويقيم المهرجانات، لكن يبدو هذا النشاط الانتخابي لم يقنع حتى الآن الرئيس سعد الحريري ويجعله مطمئنا لظروف المعركة ولدفع الناخبين الى صناديق الاقتراع، لذلك فإنه سيوفد الرئيس فؤاد السنيورة يوم غد الخميس الى طرابلس في مهمة إنتخابية حيث سيبدأ نهاره بزيارة الى الرئيس نجيب ميقاتي الذي تشير المعلومات الى أن ماكينته الانتخابية تنشط في الاتصال بجمهورها لحثها على الاقتراع لمصلحة جمالي، ثم يعقد السنيورة سلسلة لقاءات سياسية وشعبية، ويشارك الى جانب اللواء ريفي في مهرجان إنتخابي في منطقة القبة، على أن يتبع ذلك زيارة الرئيس سعد الحريري الى طرابلس يوم بعد غد الجمعة ستكون تتويجا لكل الجهود الانتخابية التي بذلت قبل الدخول في الصمت الانتخابي إعتبارا من منتصف ليل الجمعة ـ السبت، حيث سيقام له أكثر من إستقبال شعبي، وهو سيزور أيضا الرئيس ميقاتي في دارته للتأكيد على صيغة التوافق من أجل مصلحة طرابلس والعمل على إطلاق قطار الانماء فيها، كما سيلتقي بعض قيادات المدينة.

وفي هذا الاطار تزور رئيسة كتلة المستقبل بهية الحريري طرابلس اليوم وتشارك في حفل عشاء إنتخابي يقيمه عضو المكتب السياسي للمستقبل هيثم مبيض دعما للمرشحة جمالي.

لماذا كل هذا الاستنفار الأزرق؟

تشير المعطيات الى أنه في الشكل، فإن المعركة الانتخابية محسومة لصالح المستقبل بمجرد حصول التوافق السياسي مع ميقاتي وريفي والصفدي وكبارة، أما في المضمون فإن تيار المستقبل ما يزال يخشى من عدة أمور أبرزها:

أولا: تكرار سيناريو الانتخابات البلدية لمصلحة أحد المرشحين لسبب أو لآخر.

ثانيا: عدم إلتزام قوى 8 آذار بالمقاطعة والنزول بكثافة الى صناديق الاقتراع والتصويت ضد تيار المستقبل الذي من المفترض أن يكون حاضرا لكل المفاجآت.

ثالثا: فوز ديما جمالي بعدد قليل من الأصوات بشكل ينعكس سلبا على المستقبل ويؤكد إستمرار تراجعه شعبيا في طرابلس، خصوصا في ظل الاحصاءات التي صدرت مؤخرا وأكدت أن نسبة التصويت ستكون ضئيلة.

يقول مطلعون: إن هواجس المستقبل قد تكون مشروعة، خصوصا أن الجميع باتوا على قناعة بأن هذه الانتخابات ستكون لمن يهمه الأمر، لكن في الوقت نفسه فإن التحالفات والتفاهمات السياسية التي نجح المستقبل في نسجها، من شأنها أن تنهي هذا الاستحقاق لمصلحته.


مواضيع ذات صلة:

  1. كلمة ميقاتي للحريري سيترجمها ″العزميون″ في صناديق الاقتراع… غسان ريفي

  2. طرابلس: إنطلاق السباق الانتخابي.. ماذا عن نسبة الاقتراع؟… غسان ريفي

  3. هل تقطف طرابلس ثمار التفاهمات السياسية مع الحريري؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal