هل يعيد البلوك 2 العلاقة مع سوريا.. ويعطي الشّمال حقه؟… عبد الكافي الصمد

قبل أيام، أقرّ مجلس الوزراء فتح دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز، وحدّد 5 بلوكات من أصل 9 لهذه الغاية، بعدما كان فتح في الدورة الأولى دورة التراخيص في بلوكات أخرى، ما أعطى إشارة إلى أن لبنان بدأ يخطو أولى خطواته على مسار الدول المنتجة للغاز والنفط.

وإذا كانت البلوكات الجنوبية، وتحديداً البلوك 8 والبلوك 9 قد أثارا نزاعاً سياسياً ـ حدودياً مع العدو الإسرائيلي من أجل تأكيد ملكيته لها، ورفضه التنازل عن حقه فيهما مهما كان الثمن، فقد كان لافتاً أن مجلس الوزراء أقر مؤخراً فتح دورة التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في البلوكات الشمالية، وتحديداً في البلوك 1 والبلوك 2، المتداخلين مع سوريا، ما أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية قيام لبنان بهكذا خطوة من دون التفاهم مع الحكومة السورية من أجل ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

لكن اللافت وما يجدر التوقف عنده في هذا السياق جملة نقاط أبرزها:

أولاً: جاء إقرار مجلس الوزراء إضافة البلوك 2 المتاخم للحدود البحرية الشمالية مع سوريا بناء على طلب من الرئيس سعد الحريري، ما أثار إستغراباً وطرح تساؤلات عديدة لم تتضح الإجابات عليها بعد. ففتح هذا البلوك يعني بكل بساطة أن الحكومة قد أصبحت مضطرة لأن تفتح باب التفاوض رسمياً مع الحكومة السورية لترسيم الحدود البحرية أولاً، ومن أجل تقاسم الإنتاج في الأماكن المتداخلة ثانياً، فكيف ستقدم الحكومة على هذه الخطوة وهي التي رفضت وما تزال فتح أي قناة حوار رسمي مع الحكومة السورية للتباحث معها في أي قضية مشتركة، وعلى رأسها قضية عودة اللاجئين؟

وازداد هذا التساؤل أهمية عندما تبين أن الرئيس الحريري هو من طلب إضافة البلوك 2 لدورة التراخيص الثانية، فهل يكون الحريري بذلك قد أعطى إشارة غير مباشرة تمهد لفتح الحوار الرسمي مع الحكومة السورية، وهو الذي ما يزال يعارض ذلك علناً وبشدّة، أم أن الحريري يهدف من وراء ذلك تحقيق أهداف أخرى مبيّتة لم يكشف عنها؟

ثانياً: كشفت دراسات عدة أجريت على البلوك 2 أنه يتمتع بمزايا فريدة لا تتوافر في بقية البلوكات الثمانية الأخرى الممتدة على طول الساحل اللبناني من شماله إلى جنوبه. لأن هذا البلوك يمكن للشركات المنقبة أن تستخرج الغاز منه بسهولة، نظراً لأن الإحتياط من الغاز والنفط فيه موجود بكميات كبيرة أكثر من غيره، ولأن عمليات الإستخراج منه لن تكون على أعماق بعيدة، إذ تبين أنه يمكن إستخراج الغاز والنفط منه إبتداء من عمق 33 متراً فقط، وأن هذا البلوك يحتوي على النفط والغاز معاً بكميات شبه متساوية، وليس الغاز فقط كما هو الحال في بعض البلوكات التي تحتوي على الغاز وحده.

هذا يدفع لأسئلة من نوع آخر، أبرزها ما هي حصّة طرابلس والشمال من استخراج النفط والغاز من هذه البلوكات، على صعيد التوظيف والإستثمارات، والإستفادة من العائدات المالية لهذه البلوكات في تنفيذ مشاريع تنموية في مناطق الشمال المحرومة، أم أن طرابلس والشمال  لن ينالا من ذلك إلا الفتات، بينما تذهب خيرات البلوك 2 إلى مناطق أخرى؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. وفد بولندي في الضنّية: أوقفوا قتل طائر اللقلق… عبد الكافي الصمد

  2. محاذير مالية تهدّد لبنان: سُبل النّجاة من الإنهيار تضيق… عبد الكافي الصمد

  3. مصالحة الحريري ـ ريفي: رابحون وخاسرون… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal