إنتخابات المهندسين: ″فشة خلق″ بالمستقبل والقوات.. والفرز الالكتروني في مهب الريح… غسان ريفي

إستمرت الهزات الارتدادية للزلزال الانتخابي الذي ضرب نقابة المهندسين بخسارة تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية (الذي كان في السابق لا يقهر) أمام تحالف تيار العزم والتيار الوطني الحر وتجمع الاصلاح ومجموعة من الداعمين (تيار الكرامة وحركة الاستقلال والمستقلين والحزب الشيوعي والحزب القومي واليسار الديمقراطي وجمعية المشاريع والنقيب فؤاد ضاهر والمهندس مرسي المصري).

ففي الوقت الذي سلم فيه حزب القوات بالنتيجة وغادرت ماكينته الانتخابية مقر النقابة، إعترض تيار المستقبل بشكل “هستيري” على خسارته مقعدين، وإستدعى مسؤوليه في قطاع المهن الحرة والسياسة والاعلام، مشككا بالفرز الألكتروني، ومطالبا تارة بالغاء نتائج الانتخابات برمتها وتارة أخرى باعادة الفرز يدويا، ما أدى الى إعتراضات من قبل العزم والتيار الوطني الحر والجماعة الاسلامية، كادت أن تخرج عن السيطرة، ما دفع محامي النقابة الدكتور محمد نديم الجسر الى التدخل وإعادة الأمور الى نصابها بتأمين توافق الجميع على إعادة الفرز يدويا لـ 2915 ورقة إنتخابية، والذي إنطلق عند الثانية فجرا بعد إنتهاء جرد الأوراق.

ربما يكون المستقبل قد نجح في التشكيك بنتيجة الانتخابات وفي إعادة الفرز، لكن ذلك ترك سلسلة تساؤلات في صفوف الكثير من المهندسين الذين أكدوا أن الفرز الإلكتروني يُعتمد في الانتخابات منذ سنوات، وهو نظام آمن لا يحتمل الخطأ، وإذا كان هذا النظام فاشلا، فلماذا دفعت النقابة ثمنه مبالغ طائلة؟، وهل دفعت هذه المبالغ لكي يجري الفرز بعد ذلك يدويا؟، ثم لو كانت النتيجة لمصلحة تيار المستقبل كما كان يتوقع هل كان سيشكك في نتيجة الفرز الإلكتروني؟، كما أن هذا الفرز تم إعتماده في إنتخابات المرحلة الأولى التي تم فيها إختيار خمسة مهندسين من كل فرع، فهل كانت تلك الانتخابات مشكوك بأمرها؟، وإذا كان الأمر كذلك كيف جرت الانتخابات على أساس النتيجة التي صدرت بناء على الفرز الالكتروني؟، ثم ماذا عن دورات الانتخاب السابقة التي لن تشهد أية إعتراضات على نتائج هذا الفرز؟ وهل هذه الدورات الانتخابية بما فيها إختيار النقيب الحالي مشكوك بأمرها أيضا وكان يجب أن يعاد فرز نتائجها يدويا؟..

لم تنته الأسئلة في صفوف المهندسين منذ إعلان نتائج الانتخابات، حيث وجدوا أن تيار المستقبل لم يأبه لسمعة النقابة التي يمتلك القرار فيها منذ سنوات، وقد دفعته شهوته الى الفوز بمقعد أو إثنين ضمن مجلسها الى ضرب سمعتها من خلال التشكيك بنظامها الالكتروني الانتخابي الذي على أساسه جرت إنتخابات عدة ووصل الى سدة النقابة من خلاله عدد من النقباء وكثير من أعضاء مجلس النقابة، والى تهديد ما تبقى من ولاية النقيب الحالي المسؤول الأول والأخير عن إنجاز الانتخابات بشفافية كاملة، الأمر الذي إنعكس سلبا على المستقبل نفسه في صفوف المهندسين الذين ربما لن يقبلوا بأي نتيجة مغايرة للتي صدرت مساء، وفي حال حصول أي تغيير فإن الفائزين سيكونوا موضع تشكيك طيلة فترة ولايتهم.

في كل الأحوال والى أن تصدر النتائج النهائية، فإن ما حصل في إنتخابات الأمس، لقّن المستقبل ومعه القوات اللبنانية درسا قاسيا، وكسر الاحتكار الذي مارساه على مدار أكثر من عشر سنوات، فضلا عن العنجهية في التعامل مع سائر التيارات السياسية في النقابة والتضييق عليها، وهو أكد بالتالي أن إنتخابات النقيب في العام المقبل ستكون أم المعارك، وأن أحدا لن يستطيع التكهن بنتيجتها، بعدما زلزال إنتخابات الأمس.

وتقول مصادر في نقابة المهندسين: إن تيار المستقبل دفع ثمن تراكمات كثيرة، بدءا بعدم مراعاته للقاعدة الهندسية الزرقاء في إختيار مرشحيه لهذه الدورة، إضافة الى شعور كثير من المهندسين بأن نقابتهم تحولت الى مقر من مقرات تيار المستقبل وهي لم تعد نقابة مستقلة، وكذلك نتيجة قرارات إدارية عدة كان لها تأثيرات سلبية على المهندسين من عقود التأمين الى التوظيفات وزيادة الاشتراكات السنوية، ودفع مبالغ طائلة على السفر، لذلك كانت هذه الانتخابات بمثابة “فشة خلق” لكثير من المهندسين بتحالف المستقبل والقوات، وجاء التصويت لمصلحة تيار العزم والتيار الوطني الحر وتجمع الاصلاح.


مواضيع ذات صلة:

  1. كلمة ميقاتي للحريري سيترجمها ″العزميون″ في صناديق الاقتراع… غسان ريفي

  2. طرابلس: إنطلاق السباق الانتخابي.. ماذا عن نسبة الاقتراع؟… غسان ريفي

  3. أزمة فندق ″كواليتي إن″ تتفاعل: هكذا أُقفل.. وهكذا تم كسر الأقفال… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal