لا تتحولوا الى نواطير لمفاتيح المنازل!… مرسال الترس

في السابع والعشرين من حزيران من عام 2009 دخل الرئيس سعد الحريري الى السراي الحكومي للمرة الاولى بعد أربع سنوات من بداية حياته السياسية، وكانت تقديرات الدين العام تلامس الستين مليار دولار.

والسؤال الذي يوجهه المواطنون الى نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري السند المحوري لاتفاق الطائف والى كل القيادات اللبنانية المعنية هو: هل كان من المفترض ان يصل الدين الى المئة مليار دولار قبل ان تبدأ الحكومات في لبنان بشد الأحزمة، لتدرك بان الامور تسير الى الهاوية؟ ولماذا لم تُعتمد اجراءات تقشف مرحلية تحد من هذه العشوائية في الاستدانة والانفاق، للمسارعة الى هذا المؤتمر الدولي او ذاك للتفتيش عن المخارج؟.

يتحدثون اليوم عن توجه لتخفيض مرتبات الرؤساء والوزراء والنواب، فلماذا لم يتم ذلك قبل عشر سنوات؟.

جرى التداول بأن عشرات ملايين الدولارات تذهب الى جمعيات، احياناً وهمية واحيانا غير مجدية، وذلك لافادة اسماء قريبة من كبار القوم، فهل كان يجوز أن يستمر ذلك من دون حسيب أو رقيب؟.

كما يتم التداول بأرقام خيالية حققتها المؤسسات المالية والمصارف نتيجة الفوائد غير المسبوقة التي كانت تجبيها من الدولة، فيما كان من الواجب التفتيش عن “هندسات” توازن المعقول وغير المقبول!.

البعض يشير الى أن الرئيس الحريري يبدي اهتماماً لافتاً جداً بالانتخابات الفرعية في مدينة طرابلس من اجل دعم وصول مرشحته، وهذا بالتأكيد من حقه، في حين أن بحث القضايا المهمة جداً التي تُعنى بشؤون المواطنين، عليها أن تنتظر انعقاد مجلس الوزراء مرة في الاسبوع، اذا لم يطرأ عليها تأجيل لاسباب غير منطقية احياناً، أو تُرحّل الى جلسات لاحقة!.

هذا غيض من فيض ما يتم التداول به من هدر، فيما يتردد ان قوى المال ستحقق اهدافها في نهاية المطاف، وبالتالي فان ما يتمناه اللبنانيون هو العمل بسرعة غير روتينية وإتخاذ اجراءات غير مسبوقة لايجاد الحلول وانقاذ ما يمكن انقاذه، حتى لا يصل اللبنانيون الى مرحلة يهاجرون فيها بشكل جماعي، ويسلمون الدولة مفاتيح منازلهم كما حصل في مسرحية “ناطورة المفاتيح” للاخوين رحباني عام 1972 حين بقي الملك وحيداً يفتش عن رعية ليحكمها..

كل ذلك يحتم على الحكومة ورئيسها الذي تناط  به السلطة التنفيذية، استنباط المعجزات وباسرع وقت ممكن، لانقاذ لبنان من ورطته المالية، بدل أن يدّون في التاريخ اللبناني أنه في ظل حكومة العهد القوي انهار لبنان مالياً واقتصادياً.


مواضيع ذات صلة:

  1. كل اللبنانيين قلقون فعلا وقولاً… مرسال الترس

  2. التيار الوطني والكهرباء والدوران في الحلقة المفرغة… مرسال الترس

  3. مَن ولماذا يعرقلون استخراج النفط والغاز في لبنان؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal