أسباب غير سياسية لمقاطعة انتخابات طرابلس الفرعية.. ما هي؟… عمر ابراهيم

لطالما أعتبرت الانتخابات النيابية ″موسما للخير″ لا يتكرر إلا كل اربع سنوات في الظروف العادية، لذلك يسعى الجميع للاستفادة من هذا الموسم الذي يحمل غلة وفيرة يعمل المواطنون من مختلف القطاعات على تقاسمها والتنعم بها.

طرابلس التي شهدت خلال الاعوام الماضية وما تزال ركودا اقتصاديا مخيفا ارخى بظلاله القاتمة على كل مرافقها، اضافة الى حركة خجولة جدا في عمليات البيع والشراء، لم تتطابق حسابات اهلها في الانتخابات الفرعية لملء المقعد السني الخامس الذي شغر بإبطال نيابة ديما جمالي، مع حسابات المرشحين الثمانية الذين يتنافسون على هذا المقعد، والذين لا يبدو قبل عشرة ايام من موعد الاستحقاق انهم سيعملون على تشكيل ماكينات انتخابية وفتح مكاتب لهم وإقامة مهرجانات كما درجت العادة ولا حتى توظيف مندوبين ثابتين وجوالين على كل اقلام الاقتراع باستثناء مرشحة تيار المستقبل جمالي التي سيوفر لها تيارها المندوبين المطلوبين.

اما سائر المرشحين فغالبيتهم لا يملكون المال الكافي لتغطية النفقات المطلوبة ومنهم من سيكتفي ربما ببعض المندوبين المتطوعين او الاكتفاء بآخرين في بعض الاقلام الأساسية.

هذا الواقع دفع البعض الى التعليق بالقول “انتخابات شحادة” وربما هذا من الأسباب التي قد تؤدي الى تدني نسبة المشاركة في انتخابات لا تحمل اي شعار سياسي، وذلك بسبب عزوف مرشح 8 آذار عن المشاركة فيها واقتصار الامر على مرشحين مستقلين.

اللافت أن المدينة المقبلة على معركة انتخابية تعاني من جمود الحركة الاقتصادية والتجارية،  وقد ضاعت الآمال بامكانية أن تنتعش على صعيد المطابع وعمال تعليق الصور مرورا بتجار الأخشاب وصولا الى تجار الكراسي ومؤجريها الذين يزوّدون المكاتب الانتخابية وساحات المهرجانات بآلاف الكراسي ويجنون من جراء ذلك ارباحا كبيرة، حيث يصل سعر الكرسي الواحد الى نحو خمسة الاف ليرة وما فوق “وحسب حجم المرشح”.

هذا بالاضافة الى تجار المواد اللاصقة واصحاب السيارات العمومية، ومحطات البنزين واستديوهات التصوير ومكاتب تصوير المستندات والخطاطين وغيرهم من الذين كانوا ينتظرون هذه الانتخابات لتحسين اوضاعهم المادية والمعيشية ومنهم من كان ينتظر ليرد على وعود أطلقت ولم تنفذ، وربما هؤلاء سيردون بطريقتهم الخاصة من خلال العزوف عن المشاركة، او التصويت بمبدأ “النكاية” وهو ما قد يشكل عنصر مفاجأة يخشاها البعض ويعمل على تلافيها من خلال عودة سياسة الوعود علها تنطلي على شريحة من الناخبين يستطيعون من خلالها تحقيق الفوز المطلوب .


مواضيع ذات صلة:

  1. فرعية طرابلس تفتقد الخطاب التحريضي.. من هم المرشحون؟… عمر ابراهيم

  2. إستياء في المناطق الشعبية الطرابلسية: لماذا لم يقف المستقبل ومرشحته على خاطرنا؟… عمر ابراهيم

  3. من هم مرشحو حزب الله الذين سيكسرهم ″تيار المستقبل″ في طرابلس؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal