كلمة ميقاتي للحريري سيترجمها ″العزميون″ في صناديق الاقتراع… غسان ريفي

إستعاد “تيار العزم” أجواء الانتخابات النيابية التي خاضها في العام 2018 وأثبت من خلالها قوته وإمتداده الشعبي وحضوره الطرابلسي بفوزه بنصف عدد نواب المدينة، لكن هذه المرة بمضمون جديد، لجهة أن الاستحقاق المقبل في 14 نيسان الجاري هو إنتخابات فرعية على مقعد سني واحد، لن يكون ″تيار العزم″ منافسا عليه، بل سيكون داعما لغريمه التقليدي ″تيار المستقبل″، إلتزاما منه بقرار الرئيس نجيب ميقاتي الذي توافق بعد الانتخابات الأخيرة مع الرئيس سعد الحريري، وأعطاه كلمة سيعمل العزميون على ترجمتها والوفاء بها في صناديق الاقتراع.

أمام حشد كبير من ″العزميين″ الذين ضاقت بهم قاعة الفيحاء، وقف الرئيس ميقاتي ليصارح تياره ويشرح له الموقف من الانتخابات الفرعية، والظروف والمعطيات التي أملت حصول التوافق بينه وبين الرئيس الحريري على عنوانين أساسيين: الأول حماية الطائف والحفاظ على موقع وصلاحيات رئاسة الحكومة، والثاني إطلاق عجلة الانماء في طرابلس.

كان ميقاتي يدرك أنه أمام مهمة صعبة، نظرا لطبيعة هذه الانتخابات بالدرجة الأولى، ولكون تيار العزم ما يزال يحمل في قلبه كثيرا من الأسى مما تعرض له رئيسه على مدار السنوات الماضية من تيار المستقبل من حرب سياسية بلغت ذروتها في الانتخابات الأخيرة، لكن متانة العلاقة القائمة على التناغم والمصارحة بين الرئيس ميقاتي وتياره والثقة المطلقة بخياراته، ساهمت في تجاوز كل ماضي الخلافات، وفي شدّ عصب العزميين إلتزاما بقرار الوقوف الى جانب الحريري في هذا الاستحقاق والتصويت لمرشحته ديما جمالي يوم الأحد في 14 نيسان.

كعادته بدا الرئيس ميقاتي يقف على أرضية صلبة بين تياره وجمهوره، وهو عمل على تحويل اللقاء الى جلسة نقاش وحوار إستمع فيها الى كل الآراء والتساؤلات والهواجس، وشرح نظرته الى الانتخابات الفرعية التي لن تغير نتائجها من المشهد السياسي العام ولن تبدل في موازين القوى، مؤكدا أمام العزميين المحتشدين أنه لو قرر ترشيح أحدهم لكان الفوز حليفه، لكنه آثر تقديم مصلحة طرابلس ووحدة الموقف فيها إستعدادا لاستقبال قطار الانماء على أية مكاسب شخصية أو سياسية أخرى، كاشفا عن محاولات حثيثة تهدف الى إستمرار الخلافات بينه وبين الحريري، للابقاء على الشرذمة ضمن الطائفة وفي طرابلس، وأنه منذ أن توافق معه بدأ يتعرض لتشويه صورته بكثير من الافتراءات التي أثبتت الوقائع أنها لا تمت الى الحقيقة بصلة.

كان ميقاتي واضحا الى أقصى درجة في اللقاء مع تياره، حيث لم يخف أن دعمه للحريري في الانتخابات هو بالسياسة وليس على أي مستوى فردي، وأنه يسعى الى تعبيد الطريق أمامه ليحمل الانماء الى طرابلس من خلال سلسلة قرارات حكومية من المفترض أن تتخذ بعد الانتخابات، لافتا الانتباه الى أن الصراعات والخلافات لا تأتي بانماء ولا تؤمن فرص عمل، والتجارب في ذلك كثيرة، كما أن عدم الوفاء بالوعود أمر لم يعد من الممكن السكوت عنه.

اللقاء في صالة الفيحاء، لم يخل من نتعاتميقاتية تروق لجمهور العزم، وهو إعتاد عليها في الانتخابات الماضية، حيث رفض ميقاتي ربط المقعد النيابي الشاغر بتيار المستقبل، مؤكدا أنه مقعد لطرابلس وأهلها، وأن من سيفوز به عليه أن يخدم الطرابلسيين بكل ما لديه من إمكانات هو وتياره السياسي، مطمئنا العزميين الى أن تيارهم ثابت على مواقفه، وهو يتمتع باستقلالية تامة وبقوة حضور سياسيا وشعبيا، وهو تيار لا يستطيع أحد أن يبتلعه ومن يحاول ذلك سيختنق به، وهو مستمر في الدفاع عن طرابلس التي تبقى التفاهمات السياسية والتوافق مع أي طرف رهن بتأمين مصلحتها، كما قطع ميقاتي الشك باليقين بما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس والتي وضع مشروعها خلال توليه وزارة الأشغال، مشددا على أن لا منطقة إقتصادية في أي منطقة لبنانية قبل أن تنطلق بعملها في طرابلس.

في خلاصة القول، فقد رمى الرئيس ميقاتي الكرة في ملعب الرئيس الحريري الذي تنتظر طرابلس منه الكثير من الانماء والمشاريع وفرص العمل وبمفعول رجعي، وعندما سألت إحدى ناشطات العزم الرئيس ميقاتي عن جدوى الوقوف الى جانب الحريري وهو الذي لم يقدم شيئا لطرابلس، أجابها: الرئيس الحريري سيكون في طرابلس الاسبوع المقبل وسيزورني في منزل العائلة وخلال اللقاء يمكنك أن تحضري وأن تسأليه هذا السؤال بنفسك.


مواضيع ذات صلة:

  1. هكذا يصارح الرئيس نجيب ميقاتي كوادر العزم… غسان ريفي

  2. المستقبل يلاقي العزم في طرابلس.. تكريس الثنائية السياسية… غسان ريفي

  3. الحريري وريفي.. يلاقيان رغبة ميقاتي… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal